ج ٨، ص : ٤٠٨
ما عملوا قال البغوي قال ابن عباس يريد من سبق إلى الإسلام فهو أفضل ممن يخلف عنه ولو بساعة وقال مقاتل ولكل فضائل بأعمالهم فيوفيهم حزاء أعمالهم وقيل ولكل واحد من الفريقين المؤمنين والكافرين درجات منازل ومراتب عند اللّه يوم القيامة بأعمالهم فيجازيهم عليها قال ابن زيد فى هذه الآية درجات أهل النار يذهب سفالا ودرجات أهل الجنة يذهب علوّا وَلِيُوَفِّيَهُمْ قرأ ابن كثير وأبو عمرو وهشام وعاصم « و يعقوب - أبو محمد » بالياء على الغيبة والباقون بالنون على التكلم والتعظيم وهو معطوف على علة محذوفة لفعل محذوف تقديره فعلنا ذلك أو فعل اللّه ذلك لحكم ومصالح وليوفّيهم أَعْمالَهُمْ أى جزاء ما عملوا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (١٩) بنقص ثواب أو زيادة عقاب حال من الضمير المنصوب -.
وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أى يعذبون بها أصله يعرض النار عليهم فقلب مبالغة كقولهم عرضت الناقة على الحوض أَذْهَبْتُمْ مقدر بالقول أى يقال لهم أذهبتم وهو ناصب اليوم قرأ ابن كثير وابن عامر وأبو جعفر ويعقوبء أذهبتم بالاستفهام فقرأ ابن ذكوان وروح - أبو محمد بهمزتين محققتين بغير مد وابن كثير وأبو جعفر ويعقوب « اى رويس » وهشام « ابو محمد بخلاف عنه أبو محمد » بهمزة ومد « اى همزة سهلة أبو محمد » وهشام أطول مدا على « و أبو جعفر - أبو محمد » أصله وابن كثير « و رويس - أبو محمد » يسهل الثانية على أصله « اى بغير إدخال - أبو محمد » والباقون بهمزة واحدة على الخبر قال البغوي كلاهما فصيحتان لأن العرب تستفهم للتوبيخ وتترك الاستفهام طَيِّباتِكُمْ ولذائذكم فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا باستيفاء ما كتب لكم حظّا منها فى الدنيا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِها فما بقي لكم منها شىء فَالْيَوْمَ الفاء للسببية عطف على استمتعتم تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ أى العذاب الذي فيه ذل وهوان بِما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِما كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ (٢٠) أى بسبب الاستكبار الباطل والفسوق عن طاعة اللّه.
قال البغوي وبّخ اللّه الكافرين بالتمتع فى الدنيا فاثر النبي صلى اللّه عليه وسلم وأصحابه الصالحون اجتناب اللذات ل الدنيا رجاء لثواب الاخرة روى الشيخان