ج ٨، ص : ٤٢٤
وماله محتسبا يريد ان يقتل ويقتل فان مات أو قتل جاء يوم القيامة شاهرا سيفه واضعه على عاتقه والناس جاثون على الركب يقولون الا افسحوا لنا فانا بذلنا دماءنا وأموالنا للّه حتى يأتوا منابر من نور تحت العرش فيجلسون عليها ينظرون كيف يقضى بين الناس لا يجدون غم الموت ولا يفتنون فى البرزخ ولا يفزعهم الصيحة ولا يهمهم الحساب ولا الميزان ولا الصراط ولا هم يسئلون شيئا الا اعطوا ولا يشفعون فى شىء الا شفعوا ويعطون من الجنة ما احبّوا ويتبؤون من الجنة حيث احبّوا واللّه اعلم.
اخرج ابن أبى حاتم عن قتادة قال ذكر لنا انه نزلت هذه الآية الّذين قتلوا فى سبيل اللّه يوم أحد وقد نشب فيهم الجراحات والقتل وقد نادى المشركون بوعيد اعل هبل فنادى المسلمون اللّه أعلى وأجل فقال المشركون ان لنا العزى ولا عزى لكم فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قولوا اللّه مولانا ولا مولى لكم.
سَيَهْدِيهِمْ فى الدنيا إلى الرشك وفى الاخرة إلى الدرجات العلى وَيُصْلِحُ بالَهُمْ (٥) أى حالهم فى الدارين اما فى الدنيا فلمن لم يقتل ادرجوا فى القتلى تغليبا أو لانهم لما خرجوا للقتال ورضوا بان يّقتلوا اعطوا ثوابهم فى الدارين واما فى الاخرى فلمن قتل ولمن لم يقتل بان يكفر سيئاتهم ويقبل حسناتهم ويرضى خصمائهم - أخرج أبو نعيم فى الحلية عن سهل بن سعد والبزار والبيهقي فى شعب الايمان عن ابن عمر قالا قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ثلاثة يقضى اللّه تعالى عنهم يعنى ديونهم يوم القيامة رجل خاف العدو على بيضة المسلمين وليس عنده قوة فادّ ان دينا فابتاع به سلاحا وتقوّى به فى سبيل اللّه فمات قبل ان يقضيه هذا يقضى اللّه عنه ورجل مات عنده اخوه المسلم فلم يجد ما يكفنه منه فاستقرض فاشترى به كفنا فمات وهو لا يقدر على قضائه فهذا يقضى اللّه عنه يوم القيامة ورجل خاف على نفسه العنت فتعفف بنكاح امراة فمات ولم يقض فان اللّه يقضى عنه يوم القيامة وأخرج الطبراني فى الأوسط بسند حسن قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم