ج ٨، ص : ٤٣٥
أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أى لا يتصفحونه وما فيه من المواعظ والزواجر فيتضح لهم الحق والاستفهام للانكار والتوبيخ والفاء للعطف على محذوف تقديره أيغفلون فلا يتدبّرون القرآن أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها (٢٤) أقفال القلوب استعارة بالكناية شبّه القلوب بالخزائن واثبت لها ما يناسب الخزائن من الأقفال على وجه التخييل وأضاف الأقفال إلى القلوب للدلة على انها أقفال مناسبة لها مختصة بها لا تجانس الأقفال المعهودة وهذا الكلام كناية عن عدم الاستعداد ونفى قابلية القلوب للاتعاظ بالكلية فلا يفهمون مواعظ القرآن وان تدبروا فرضا. وتنكير قلوب لأن المراد قلوب بعض منهم أو للاشعار بانها لابهام أمرها فى القساوة أو لفرط جهالتها كانها مبهم مكنوزة روى البغوي عن هشام بن عروة عن أبيه قال تلا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أفلا يتدبّرون القرءان أم على قلوب اقفالها فقال شابّ من أهل اليمن بل على قلوب اقفالها حتى يكون اللّه يفتحها أو يفرجها فما زال الشابّ فى نفس عمر حتى ولّى فاستعان « ١ » به..
إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ أى على ما كانوا عليه من الكفر مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى قال عروة هم كفار أهل الكتاب كفروا بمحمد صلى اللّه عليه وسلم بعد ما عرفوه ووجدوا نعته فى التوراة وقال ابن عباس والضحاك والسدىّ هم المنافقون الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ أى سهّل لهم اقتراف الكبائر من السؤال وهو الاسترخاء وقيل حملهم على الشهوات من السول وهو التمني وَأَمْلى لَهُمْ (٢٥) قرأ أهل البصرة بضم الالف وكسر اللام وفتح الياء « و يعقوب بإسكان الياء أبو محمد » على ما لم يسم فاعله من الماضي وقرأ مجاهد بإسكان الياء على صيغة المضارع المتكلم من الافعال وروى هذه القراءة عن يعقوب والمعنى وانا املى لهم أى امهلهم والواو
_________
(١) وعن سهل بن سعد قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أفلا يتدبّرون القرءان أم على قلوب اقفالها فقال شابّ عند النبي صلى اللّه عليه وسلم بلى واللّه عليها اقفالها حتى يكون اللّه هو يفكها فلمّا ولّى عمر سال عن ذلك الشابّ ليستعمله فقيل قد مات ١٢ منه برد اللّه مضجعه -


الصفحة التالية
Icon