ج ٩، ص : ٨
العرب فان هم أصابوني كان ذلك الذي أرادوا وان أظهرني اللّه تعالى عليهم دخلوا وافرين وان لم يفعلوا قاتلوا وفيهم قوة فما تظن قريش فو اللّه لازال اجاهدهم على الذي بعثني اللّه به حتى يظهره اللّه أو تنفرد هذه السالفة ثم قام رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فى المسلمين فحمد اللّه واثنى عليه بما هو اهله ثم قال اما بعد يا معشر المسلمين أشيروا علىّ أترون ان أميل على ذرارى هؤلاء الذين عانوهم فنصيبهم فان تعدوا قعدوا موتورين وان أبونا - تكن عنقا قد قطعه اللّه يعنى أهلك اللّه جماعة منهم أم ترون انا نوم البيت فمن صدنا عنه قاتلناه فقال أبو بكر يا رسول اللّه خرجت عامدا لهذا البيت لا تريد قتال أحد ولا حربا فتوجه له فمن صدنا عنه قاتلناه ووافقه على ذلك أسيد بن حضير وروى ابن أبى شيبة ان المقداد بن الأسود قال بعد كلام أبى بكر واللّه يا رسول اللّه لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لنبيه اذهب أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقاتِلا إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا انا معكم مقاتلون فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فسيروا على اسم اللّه دونا خالد بن الوليد فى خيله حتى نظر إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأصحابه فصف خيله فيما بين رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وبين القبلة فامر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عباد بن بشر فتقدم فى خيله فقام بإزائه فصف أصحابه وحانت صلوة الظهر فاذن بلال واقام فصلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بأصحابه فقال خالد بن الوليد قد كانوا على غرة لو حملنا عليهم أصبنا منهم ولكن يأتي الساعة صلوة الاخرى هى أحب إليهم من أنفسهم وأبنائهم فنزل جبرئيل
عليه السلام بين الظهر والعصر بقوله تعالى وَإِذا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ الآية فحانت صلوة العصر فصلى رسول اللّه صلى
اللّه عليه وسلم صلوة الخوف وقد مر شرحها فى سورة النساء روى البزار بسند رجاله ثقات عن أبى سعيد الخدري ومحمد بن عمر عن شيوخه قالوا لما امسى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال اسلكوا ذات اليمين بين ظهور الحمض فان خالد بن وليد فى الغميم فى خيل بقريش طليعة كره رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ان يلقاه وكان بهم رحيما قال أيكم يعرف ثنية ذات الحنظل فقال بريدة بن الحصيب انا وروى مسلم عن جابر وأبو نعيم عن أبى سعيد قال أبو سعيد خرجنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عام الحديبية حتى إذا كنا بعسفان سرنا فى اخر الليل حتى أقبلنا على عقبه ذات الحنظل قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مثل هذه الثنية الليلة كمثل باب الذي قال اللّه تعالى لبنى إسرائيل ادخلوا الباب سجّدا يغفر لكم خطاياكم لا يجوز هذه الثنية الليلة أحد الا غفر له قالوا يا رسول اللّه نخشى ان ترى قريش نيراننا فقال لن يروكم فلما أصبحنا صلى بنا صلوة الصبح ثم قال والذي نفسى بيده لقد غفر الراكب أجمعين الا رديلبا واحدا على جمل احمر فإذا هو رجل


الصفحة التالية
Icon