ج ٩، ص : ١١
فرفع عروة راسه فقال من هذا قالوا المغيرة بن شعبة فقال يا غدر واللّه ما غسلت عنك عذرتك بعكاظ الا أمس لقد اورثتنا العداوة من ثقيف إلى اخر الدهر - وكان مغيرة صحبت قوما فى الجاهلية فقتلهم وأخذ أموالهم ثم جاء فاسلم فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم اما الإسلام فاقبل واما المال فلست منه فى شىء ثم ان عروة جعل يرمق اصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم بعينيه فو اللّه ما تنخم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم نخامة الأرفع فى كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده وإذا امر ابتدروا امره وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه وإذا تكلم اخفضوا أصواتهم عنده وما يحادون النظر إليه تعظيما له فرجع عروة إلى أصحابه فقال أى القوم واللّه لقد وفدت على الملوك وفدت على قيصر وكسرى والنجاشي واللّه ان رايت ملكا قط تعظم أصحابه ما يعظم اصحاب محمد محمدا - واللّه ما تنخم نخامة الا وقعت فى كف رجل منهم يدلك بها وجهه وجلده وإذا أمرهم ابتدروا امره وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه وإذا تكلم اخفضوا أصواتهم عنده وما يحادون النظر إليه تعظيما له وانه قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها فقالت قريش لا - ولكن ترده عامنا هذا ويرجع إلى قابل فقال ما أراكم الا ستصيبكم قارعة فانصرف هو ومن تبعه إلى الطائف فقام الحليس بن علقمة وكان يومئذ سيد الأحابيش فاتى رسول اللّه صلى الله
عليه وسلم فلما راى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال هذا من قوم يعظمون الهدى ويتألهون فابعثوا بالهدى فى وجهه حتى يراها فلما راى الهدايا يسيل عليها من عرض الوادي فى قلايدها قد أكل اوبارها من طول الحبس رجع إلى قريش ولم يصل إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إعظاما لما راى فقال يا معشر قريش انى قد رايت مالا يحل صد الهدى فى قلا يده قد أكل أو تارة من طول الحبس عن محله فقالوا اجلس فانما أنت رجل أعرابي لا علم لك فغضب الحليس عند ذلك وقال يا معشر قريش واللّه ما على هذا حالفناكم ولا على هذا عافذناكم ان تصدوا عن بيت اللّه من جاء معظما والذي نفس الحليس بيده لتخلن بين محمد وبين ما جاء له أو ليفرن الأحابيش نفرة رجل واحد - فقالوا له مه كف عنايا حليس حتى ناخذ لانفسنا ما نرضى به فقام رجل منهم يقال له مكرز بن حفص دعونى آته فقالوا آته فلما اشرف عليهم قال النبي صلى اللّه عليه وسلم هذا مكرز وهو رجل غادر أو فاجر فلما انتهى إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كلمه بنحو ما كلم بديلا وعروة فرجع إلى أصحابه فاخبرهم بما رد عليه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر وغيرهما بعث النبي صلى اللّه عليه وسلم إلى قريش خراش بن امية على جمل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقال له الثعلب ليبلغ عنه اشرافهم بما جاء لهم فعقر عكرمة بن أبى جهل الجمل