ج ٩، ص : ٢٩
فصالح رسول اللّه ـ ﷺ ـ على حقن دماء من فى حصونهم من المقاتلة وترك الذرية لهم ويخرجون من خيبر وارضها بذراريهم ويخلون بين رسول اللّه ـ ﷺ ـ وبين ما كان لهم من مال وارض وعلى الصفراء والبيضاء والكراع والحلقة وعلى التبر الا ثوبا على ظهر انسان فقال رسول اللّه ـ ﷺ ـ برأت ذمة اللّه وذمة رسوله ان تكتمون شيئا فصالحوه على ذلك فقبضها رسول اللّه ـ ﷺ ـ الأول فالاول وجد من ذينك الحصنين مائة درع واربعمائة سيف وخمسمائة قوس عربية بجعابها ووجد فى الكثيبة خمسمائة قوس بجعابها روى ابن سعد والبيهقي عن ابن عمر وابن سعد عن ابن عباس فذكر الصلح كما ذكرنا ان لا يكتموه شيئا فان فعلوا فلا ذمة لهم قال ابن عباس فاتى بكنانة بن أبى الحقيق لزوج صفية والربيع اخوه وابن عمه قال رسول اللّه ـ ﷺ ـ ما فعل مسك حيى الذي جاء به النضير وكان مسكا مملوا من الحلي قالا أذهبه النفقات و
الحروب فقال العهد قريب والمال اكثر من ذلك فقال بهما رسول اللّه ـ ﷺ ـ انكما ان كتمتمانى شيئا فان اطلعت عليه استحللت به دمائكما وذراريكما قال نعم قال عروة ومحمد بن عمر فيما روى البيهقي عنهما فاخبر اللّه تعالى نبيه بموضع الكنز وقال عليه الصلاة والسلام لكنانة انك مفتر بامر السماء فدعا رجلا من الأنصار وقال اذهب إلى فراخ كذا وكذا فانظر نخلة عن يمينك ونخلة عن شمالك فائتى بما فيها فجاء بالآنية والأموال فقومت بعشرة آلاف دينار فضرب أعناقهما وسبى أهلهما بالنكث الذي نكثاه روى البخاري عن ابن عمر والبيهقي عنه وعن عروة وعن موسى بن عقبة ان خيبر لما فتحها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قالوا دعنايا محمد نكون فى هذا الأرض نضلحها ونقوم عليها ولم يكن لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ولا لاصحابه غلمان وكانوا لا يفرغون ان يقوموا عليها فاعطاهم رسول اللّه ـ ﷺ ـ على ان لهم الشطر من كل زرع ونخل وشىء ما بدأ لرسول اللّه ـ ﷺ ـ فى لفظ نقركم على ذلك ما شئنا فى لفظ ما اقركم اللّه وكان عبد اللّه بن رواحة يأتيهم كل عام فيخرجها عليهم ثم يقمنهم الشطر فشكوا إلى رسول اللّه ـ ﷺ ـ ابن رواحة وأرادوا ان يرشوا ابن رواحة فقال يا اعداء اللّه أتطمعوني السحت واللّه لقد جئتكم من عند أحب الناس إلى ولانتم ابغض إلى من عدتكم من القردة والخنازير ولا يحملنى بغضي إياكم وحبى إياه على ان اعدل عليكم فقالوا بهذا اقامت السموات والأرض فاقاموا بأرضهم على ذلك فلما كان زمن عمر رض غشوا المسلمين والقوا عبد اللّه بن عمر من فوق بيت ففدعوا يديه ويقال بل سحروه بالليل وهو نائم على فراشه فكوع حين أصبح كأنَّه فى وثاق وجاء أصحابه فاصلحوا من يديه فقام عمر خطيبا فى الناس فقال ان رسول اللّه ـ ﷺ ـ عامل يهود خيبر على أموالهم وقال نقركم ما اقركم اللّه وان عبد اللّه بن عمر خرج إلى ماله هناك فعدى عليه من الليل ففدعت يداه و
ليس لنا هناك عدو غيرهم وهم تهمنا وقد رأيت اجلائهم فمن كان له همّ بخيبر فليحضر حتى يقسمها فلما اجمع على ذلك قال رئيسهم وهو أحد بنى