ج ٩، ص : ٤٤
ابن شماس وكان خطيب النبي ـ ﷺ ـ قم فاجبه فقام فاجابه فقام شاعرهم فذكرا بياتا فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم لحسان بن ثابت قم فاجبه فقام فاجابه فقام الأقرع بن حابس فقال ان محمدا ليؤتى له بكل خير تكلم خطيبنا فكان شاعركم أشعروا حسن قولا ثم دنا من النبي ـ ﷺ ـ فقال اشهد ان لا اله الا اللّه واشهد انك رسول اللّه - فقال رسول اللّه ـ ﷺ ـ ما يضرك ما كان قبل هذا ثم أعطاهم رسول اللّه ـ ﷺ ـ وكساهم وقد كان تخلف فى ركابهم عمرو بن الأهتم لحداثة سنه فاعطاه رسول اللّه ـ ﷺ ـ مثل ما أعطاهم وازرى به بعضهم وكثر اللغط عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فنزل فيهم يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ الآيات الأربع إلى غَفُورٌ رَحِيمٌ - وذكر البغوي عن ابن عباس انه قال بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم سرية إلى بنى العنبر وامر عليهم عيينة ابن حصن الفرازي فلما علموا انه توجه نحوهم هربوا وتركوا عيالهم فسباهم عيينة وقدمهم على رسول اللّه ـ ﷺ ـ فجاء بعد ذلك رجالهم يفدون الذراري فقدموا وقت الظهيرة ووافقوا رسول اللّه ـ ﷺ ـ قائلا فى اهله فلما رأتهم الذراري اجهشوا إلى ابائهم يبكون وكان لكل امرأة من نساء رسول اللّه ـ ﷺ ـ حجرة فعجلوا قبل ان يخرج إليهم رسول اللّه ـ ﷺ ـ فجعلوا ينادون يا محمد أخرج إلينا حتى أيقظوه من نومه فخرج إليهم فقالوا يا محمد فادنا عيالنا فنزل جبرئيل عليه السلام فقال ان اللّه يأمرك ان تجعل بينك وبينهم رجلا فقال لهم رسول اللّه ـ ﷺ ـ أترضون ان يكون بينى وبينكم سيرة بن عمرو وهو غلى دينكم فقالوا نعم فقال سيرة انا لا احكم بينهم الا وعمى شاهد وهو الأعور بن بشامة فرضوا به فقال الأعور ارى ان تفادى نصفهم وتعتق نصفهم فقال ـ ﷺ ـ قد رضيت ففادى نصفهم وأعتق بعضهم وانزل اللّه تعالى إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا
يَعْقِلُونَ وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا يعنى
لو ثبت صبرهم يعنى حبس نفوسهم عما تشتهيه الأهواء من التعجيل فى قضاء الحوائج بخلاف ما يقتضيه العقل من تعظيم المحتاج إليه لا سيما من هو من اللّه بمنزلة من لا يوازيه أحد حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ يعنى صبرا مغيا بالخروج إليهم - فيه اشعار إلى ان مطلق الخروج لا يصلح غاية للصبر بل ينبغى ان يصبروا حتى يتوجه إليهم ويفاتحهم بالكلام لَكانَ الصبر خَيْراً لَهُمْ من الاستعجال لما فيه من حفظ الأدب وتعظيم الرسول ـ ﷺ ـ الموجبتين للثناء والثواب واسعاف المرام قال مقاتل لكان خيرا لهم لانك كنت تعتقهم جميعا وتطلقهم بلا فداء وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ فاقتصر على النصح والتقريع للمسببين للادب التاركين تعظيم الرسول ـ ﷺ ـ بناء على جهلهم وقلة عقلهم وذكر محمد بن