ج ٩، ص : ٥٢
قال صاحب المدارك وقال البيضاوي هو مصدر نعت به فشاع فى الجمع أو جمع لقايم كزائر وزور والقيام بالأمور وظيفة الرجال وحيث فسر بالقبيلتين كقوم هود وقوم فرعون وقوم نوح وقوم لوط فاما على التغليب أو الاكتفاء بذكر الرجال عن ذكرهن لانهن توابع واختيار الجمع لأن السخرية تغلب فى المجامع عَسى أَنْ يَكُونُوا أى من يسخر به خَيْراً مِنْهُمْ أى من يسخر استيناف وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عطف النساء على الرجال ولم يكتف بما سبق مبالغة فى النهى ولان السخرية والاستهزاء يكون فى النساء غالبا لضعف عقلهن وجهلهن قال البغوي روى عن أنس انها نزلت فى نساء رسول اللّه ـ ﷺ ـ عيّرن أم سلمة بالقصر وعن عكرمة عن ابن عباس انها نزلت فى صفية بنت حيى بن اخطب قالت لها النساء يهودية بنت يهوديين وفى رواية فقال لها رسول اللّه ـ ﷺ ـ هلا قلت ان أبى هارون وعمى موسى وزوجى محمد عَسى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ المز الطعن باللسان يعنى لا يعب بعضكم بعضا وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ ط التنابز التفاعل من النبز بمعنى اللقب قال البيضاوي النبز مختص باللقب السوء وفى القاموس التنابز التعاير والتداعي بالألقاب يعنى لا تدع بعضكم بعضا للقب السوء قال البغوي قال عكرمة هو قول الرجل للرجل يا فاسق يا منافق يا كافر قال الحسن كان اليهودي والنصراني يسلم فيقال له بعد إسلامه يا يهودى يا نصرانى فنهو عن ذلك قال عطاء هو ان تقول لاخيك يا حمار يا خنزير وروى عن ابن عباس رض قال التنابز ان يكون الرجل عمل السيئات ثم تاب عنها فنهى ان يعير بما سلف من عمله أخرج اصحاب السنن الاربعة عن أبى حبيرة بن الضحاك قال كان الرجل منها يكون له اسمان أو ثلثة فيدعى ببعضها فعسى ان يكره فنزلت ولا تنابزوا بالألقاب قال الترمذي حسن وروى أحمد عنه بلفظ قال فينا نزلت بنى سلمة ولا تنابزوا بالألقاب قدم رسول اللّه ـ ﷺ ـ للمدينة و
ليس فيها إلا وله اسمان أو ثلثة فكان إذا دعاه أحد منهم باسم من تلك الأسماء قالوا يا رسول اللّه انه يغضب من هذا فنزلت بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ ج أى بئس الاسم ان يقال له يهودى أو يا فاسق أو يا شارب الخمر بعد ما ان تاب عن أبى ذر قال قال رسول اللّه ـ ﷺ ـ لا يرمى رجل رجلا بالفسوق ولا يرميه بالكفر الا ارتدت عليه ان لم يكن صاحبه كذلك رواه البخاري عن ابن عمر قال قال رسول اللّه ـ ﷺ ـ أيما رجل قال لاخيه كافر فقد باء بها أحدهما متفق عليه وعن أبى ذر قال قال رسول اللّه ـ ﷺ ـ من دعى رجلا بالكفر أو قال عدو اللّه وليس ذلك إلا جاء عليه متفق عليه


الصفحة التالية
Icon