ج ٩، ص : ٦٣
كمثل المسلم فانبئونى ما هى فوقع الناس فى شجر البوادي فقال رسول اللّه ـ ﷺ ـ هى النخلة رواه البخاري من حديث ابن عمرو قال عليه الصلاة والسلام أكرموا عمتكم النخل فانها خلقت من فضلة طينة أبيكم آدم وليس من الشجر شجرة أكرم على اللّه من شجرة ولدت تحتها مريم بنت عمران فاطعموا نساءكم الولد الرطب فان لم يكن رطب فتمر رواه ابن أبى حاتم وأبو يعلى فى مسنده وابن عدى فى الكامل والعقيلي وابن انسى وأبو نعيم فى الطب وابن مردوية عن على رض لَها طَلْعٌ أى ثمر ومحل مسمى بذلك لأنه تطلع والطلع أول ما يظهر من قبل ان ينشق نَضِيدٌ منضود بعضه فوق بعض والمراد تراكم الطلع أو كثرة ما فيه من الثمر جملة لها طلع نضيد حال ثان من النخيل.
رِزْقاً لِلْعِبادِ علته للانبات أو مصدر من غير لفظه فان الإنبات رزق وَأَحْيَيْنا بِهِ أى بالماء عطف على أنبتنا بَلْدَةً مَيْتاً أى أرضا جدبة لانماء لها كَذلِكَ أى مثل ذلك الخروج للنبات من الأرض بعد سببها الْخُرُوجُ للاموات من القبور فى الصحيحين عن أبى هريرة قال قال رسول اللّه ـ ﷺ ـ ما بين النفخين أربعون قالوا يا أبا هريرة أربعون يوما قال أبيت قالوا أربعون شهرا قال أبيت قالوا أربعون سنة قال أبيت ثم ينزل اللّه من السماء فينبتون كما ينبت البقل وليس من الإنسان شىء الا يبلى إلا عظما واحدا وهو عجب الذنب منه يركب الخلق يوم القيامة وأخرج ابن أبى داود نحوه وفيه ما بين النفختين أربعون عاما وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس قال يسيل واد من تحت العرش من ماء فيما بين الصيحتين ومقدار ما بينهما أربعون عاما فينبت منه كل خلق بلى من انسان أو طيرا ودابة ولو مر عليهم ما رقد عرفهم قبل ذلك ما عرفهم على وجه الأرض فينبتون ثم يرسل الأرواح فيزوج بالأجساد وذلك قوله تعالى إِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ وأخرج أحمد وأبو يعلى والبيهقي عن أنس قال قال رسول اللّه ـ ﷺ ـ يبعث الناس يوم القيامة والسماء طش عليهم ثم أورد تسليته للنبى ـ ﷺ ـ ووعيدا للكافرين بمثل ما أصاب أمثالهم بقوله.
كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ أى ذو طش أى قبل كفار مكة قَوْمُ نُوحٍ انذر قومه الف سنة الا خمسين عاما فكذبوه فاخذهم الطوفان وهم ظالمون وأنجاه اللّه ومن أمن معه فى الفلك المشحون وَأَصْحابُ الرَّسِّ فى القاموس الرس ابتداء الشيء والبير المطوية بالحجارة وبير كانت لبقيته من ثمود كذبوا نبيهم درسوه فى بير والحفر ودفن الميت وقال البغوي الرس البير وكل ركية لم تطو بالحجارة والاجر فهو رس وقيل الرس المعدن والجمع رسائس واختلفوا فى اصحاب الرس فقال بعضهم كما قال صاحب القاموس


الصفحة التالية
Icon