ج ٩، ص : ٨٦
لا حول ولا قوة الا باللّه.
هَلْ أَتاكَ استفهام للتقرير يعنى قد أتاك والغرض منه تفخيم شان الحديث والتنبيه على انه اوحى إليه قبل ذلك حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ ضيف فى الأصل مصدر ولذا يطلق على الواحد والمتعدد قال البغوي اختلفوا فى عددهم فقال ابن عباس وعطاء كانوا ثلثة جبرئيل وميكائيل واسرافيل وقال محمد بن كعب كان جبرئيل ومعه سبعة وقال الضحاك كانوا تسعة وقال مقاتل كانوا اثنى عشر ملكا وقال السدى كانوا أحد عشر ملكا على سورة الغلمان الوضاء وجوههم الْمُكْرَمِينَ فيه اشارة إلى ان ابراهيم عليه السلام أكرمهم قبل ان يعرفهم حيث خدمهم بنفسه واهله وعجل إليهم قرأ هم وذلك سنة المرسلين وداب المهتدين قال رسول اللّه ـ ﷺ ـ من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليحسن إلى جاره وفى رواية فلا يوذ جاره ومن كان يومن باللّه واليوم الاخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن باللّه واليوم الاخر فليقل خيرا أو ليسكت رواه أحمد والشيخان فى الصحيحين والترمذي وابن ماجة من حديث أبى هريرة وفى الصحيحين من حديث أبى شريح الكعبي بلفظ من كان يؤمن باللّه واليوم الاخر فليكرم ضيفه جايزته يوم وليلة والضيافة ثلثة ايام فما بعد ذلك فهو صدقة ولا يحل له ان يثوى عنده حتى يحرجه وفى الصحيحين عن عبد اللّه بن عمرو ان رجلا سال رسول اللّه ـ ﷺ ـ أى الإسلام خير قال تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف وقيل سماهم مكرمين لانهم كانوا ملائكة كراما على اللّه تعالى قال اللّه تعالى بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ....
إِذْ دَخَلُوا الظرف متعلق بالحديث أو الضيف أو المكرمين والضمير راجع إلى الضيف من حيث المعنى عَلَيْهِ أى على ابراهيم عليه السلام فَقالُوا سَلاماً أى نسلم عليك قالَ ابراهيم سَلامٌ ج أى عليكم سلام عدل إلى الرفع بالابتداء لقصد الثبات حتى تكون تحية احسن من تحيتهم قال اللّه تعالى وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ حَسِيباً وجملة قال سلام استيناف كأنَّه فى جواب ماذا قال ابراهيم حين سلموا عليه قرأ حمزة والكسائي سلم بكسر السين وسكون اللام بغير الف والباقون بفتح السين واللام والف بعدها المعنى واحد قَوْمٌ مُنْكَرُونَ أى أنتم قوم منكرون لا نعرفكم قال ابن عباس قال فى نفسه هؤلاء قوم منكرون لا نعرفهم قال أبو العالية أنكر سلامهم فى ذلك الزمان فى تلك الأرض لأن السلام علم الإسلام.
فَراغَ أى ذهب ومال عطف على قال إِلى أَهْلِهِ مبادرة فى القرى فَجاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ مشوى لأنه كان عامة ماله البقر.
فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ بان وضع بين أيديهم لياكلوا فلم يأكلوا قالَ ابراهيم أَلا تَأْكُلُونَ