ج ٩، ص : ١١٥
وقال ثم عرج بي إلى السماء السابعة وقال قال موسى رب لم أظن ان يرفع على أحد ثم علابه فوق ذلك بمالا يعلمه الا اللّه حتى جاء سدرة المنتهى ودنا الجبار رب العزة فتدلى حتى كان منه قاب قوسين أو ادنى فاوحى إليه ما اوحى اوحى اللّه خمسين صلوة كل يوم وليلة قال فلم يزل يردده موسى إلى ربه حتى صارت إلى خمس صلوات ثم أجبته موسى عند الخمس فقال يا محمد واللّه لقد راودت بنى إسرائيل قومى على ادنى من هذا فضعفوا عنه وتركوه فامتك أضعف أجساد أو قلوبا وأبدانا وابصارا وسماعا فارجع فليخفف عنك ربك كل ذلك يلتقت النبي ـ ﷺ ـ إلى جبرئيل ليشير عليه ولا يكره ذلك جبرئيل فرفعه عند الخامسة فقال يا رب ان أمتي ضعفاء أجسادهم وقلوبهم وأسماعهم وأبصارهم فخفف عنا فقال الجبار يا محمد فقال لبيك وسعديك قال انه لا يبدل القول لدى كما فرضت عليك فى أم الكتب فكل حسنة بعشر أمثالها فهى خمسون فى أم الكتاب وهى خمس عليك فقال موسى ارجع إلى ربك فسئله فليخفف عنك أيضا قال رسول اللّه ـ ﷺ ـ قد واللّه استحييت من ربى مما اختلف إليه قال فاهبط باسم اللّه فاستيقظ وهو فى المسجد الحرام هذا لفظ البخاري ورواه مسلم مختصرا يدل على كون المعراج فى المنام قلنا طعن بعض أهل الحديث على هذا الحديث وقالوا وجدنا لمحمد بن اسمعيل ولمسلم فى كتابيهما شيئا لا يحتمل مخرجا الا هذا وأحال الآفة فيه إلى شريك بن عبد اللّه وذلك انه ذكر فيه ان ذلك قبل ان يوحى إليه واتفق أهل العلم على
ان المعراج كان بعد الوحى بنحو من اثنى عشر سنة قبل الهجرة بسنة وقال بعض أهل الحديث ان هذا كان رويا فى المنام أراه عز وجل قبل الوحى وهو فى المسجد الحرام ثم عرج به فى اليقظة بعد الوحى قبل الهجرة تحقيقا لرؤياه من قبل كما انه راى فتح مكة فى المنام عام الحديبية سنة ست من الهجرة ثم كان تحقيقه سنة ثمان ونزل قوله تعالى لقد صدق اللّه رسوله الرؤيا بالحق واللّه تعالى أعلم ولما ذكر اللّه سبحانه روية النبي ـ ﷺ ـ ربه وآيات ربه وتعلمه ـ ﷺ ـ منه تعالى وتصديق قلبه اردفه بذلك تقبيح الكفار بقصر نظرهم على مجازه لا حقيقة لها فقال.
أَفَرَأَيْتُمُ الاستفهام للانكار والتوبيخ والفاء للعطف على محذوف تقديره انظر تم ما تعبدونه فرايتم اللَّاتَ وَالْعُزَّى هذه اسماء أصنام اتخذوها الهة يعبدونها ويزعمون الملائكة بنات اللّه ويزعمون الأصنام هياكل الملائكة ويقولون الأصنام استوطنها جنيات هن بنات اللّه واشتقوا لها اسماء من اسماء اللّه تعالى فاشتقوا من اللّه اللات ومن العزيز العزى تأنيث الأعز وقيل اللات أصله لوية على وزن فعلة


الصفحة التالية
Icon