ج ٩، ص : ١٢٤
المال الذي ضمنه ومنعه فانزل اللّه تعالى أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى ادبرا عن الايمان واعطى صاحبه قَلِيلًا وَأَكْدى أى بخل بالباقي كذا قال البغوي وأخرج ابن جرير عن ابن زيد نحوه قال ان رجلا اسلم فلقيه بعض من يعيره فقال تركت دين الأشياخ وضللتهم وزعمت انهم فى النار قال انى خشيت عذاب اللّه قال أعطني شيئا وانا احمل كل عذاب كان عليك فاعطاه شيئا فقال زدنى فتفا سر حتى أعطاه شيئا وكتب له كتابا واشهد له ففيه نزلت أفرأيت الذي تولى الآية وقال مقاتل اعطى الوليد قليلا من الخير بلسانه ثم أكدى قطعه وامسك ولم يتم على العطية وقال السدى نزلت فى العاص بن وائل السهمي وذلك انه ربما يوافق النبي ـ ﷺ ـ فى بعض الأمور وقال محمد بن كعب القرظي نزلت فى أبى جهل وذلك انه قال ما يأمرنا محمد إلا مكارم الأخلاق فذلك قوله تعالى وَأَعْطى قَلِيلًا من الإقرار بالحق وَأَكْدى أى لم يؤمن ومعنى أكدى قطع وأصله من الكدية وهى حجر صلب يظهر فى البير يمنع من الحفر يقول العرب أكدى الحافر واجبل إذا بلغ فى الحفر الكدية والجبل.
أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ استفهام للانكار فَهُوَ يَرى الفاء للسببية يعنى ان كان عنده علم الغيب فهو يعلم ان صاحبه يتحمل عنه إذا اشركه لما أخذ من ماله -.
أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ أى لم يخبر بِما فِي صُحُفِ مُوسى يعنى اسفار التوراة.
وَصحف إِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى ما امره اللّه به وإثمه حتى قام يذبح ابنه وبلغ رسالات ربه واحتمل من الخلق أذى حتى صبر على نار نمرود وابتلاه ربه بكلمات فاتمهن والتوصية الإتمام وروى البغوي بسنده عن أبى امامة عن النبي ـ ﷺ ـ قال وابراهيم الذي وفى قال صلى اربع ركعات أول النهار وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن معاذ بن أنس عن رسول اللّه ـ ﷺ ـ قال الا أخبركم لم سمى ابراهيم خليل اللّه الذي وفى انه كان يقول كلما أصبح وامسى فسبحان اللّه حين تمسون وحين تصبحون حتى ختم الآية وروى الترمذي عن أبى الدرداء وابى ذر عن رسول اللّه ـ ﷺ ـ عن اللّه تبارك وتعالى انه قال يا ابن آدم اركع لى اربع ركعات أول النهار أكفك آخره ورواه أبو داود والدارمي عن نعيم الفطفانى واحمد عنهم وقدم موسى لأن صحفه يعنى التوراة كان أشهر وأم قيل منقطعة لأن من شرط المتصلة ان يليه أحد المتساويين والاخر الهمزة وهاهنا ليس كذلك قلت جاز ان يقال فى تاويل الآية أعنده علم الغيب بتوسط الانباء أو بلا توسط بانه يتحمل عنه غيره أم ليس عنده علم الغيب الحاصل بتوسط الانباء والكتب أيضا بانه لا بتحمل أحد عن غيره والاستفهام للانكار يعنى ليس عنده علم الغيب يتحصل أحد عن غيره وعنده علم حصل بالتواتر والشهرة


الصفحة التالية
Icon