ج ٩، ص : ١٢٧
ومالك واحمد وجمهور الخلف والسلف بخلاف ذلك فقال ابن عباس الآية منسوخة بقوله تعالى الَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وقال عكرمة انها خاصة بقوم ابراهيم وموسى فاما هذه الامة فلها ما سعت وما سعى لها - وقال الربيع بن أنس المراد بالإنسان هاهنا الكافر وهذا ليس بشىء فان الكافر لا يثاب بعمل نفسه أيضا حيث قال اللّه تعالى حبطت أعمالهم وقيل اللام هاهنا بمعنى على أى ليس على الإنسان الا ما سعى وعلى هذا بكون عطف لا تزر وازرة وزر اخرى عطفا تفسير يا احتج الجمهور على وصول الثواب من غيره بالأحاديث والإجماع اما الأحاديث فمنها حديث أبى سعيد سمعت رسول اللّه ـ ﷺ ـ يقول إذا قبض اللّه روح عبده المؤمن صعد ملكان إلى السماء قالا ربنا وكلتنا بعهدك المؤمن نكتب عمله وقد قبضته إليك فاذن لنا ان نسكن الأرض فيقول ارضى مملوة من خلقى يسبحون ولكن قوما على قبر عبدى فسبحانى وهللانى وكبرانى إلى يوم القيامة واكتباه لعبدى أخرجه أبو نعيم - وحديث أبى هريرة قال قال رسول اللّه ـ ﷺ ـ إذا مات الإنسان انقطع عمله الا من ثلث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له رواه مسلم وكذا أخرج أحمد عن أبى امامة وجه الاحتجاج بهذا الحديث ان الصدقة الجارية وعلم ينتفع به وان كانا من سعيه ولكن دعاء الولد ليس من عمله وهو ينفعه وحديث أبى هريرة قال قال رسول اللّه ـ ﷺ ـ ان اللّه ليرفع الدرجة للعبد الصالح فى الجنة فيقول يا رب انى لى هذه فيقول باستغفار ولدك لك رواه الطبراني وروى نحوه عن أبى سعيد مرفوعا وحديث ابن عباس قال قال النبي ـ ﷺ ـ ما الميت فى قبره الا شبه الغريق المتفوت ينتظر دعوة ملحقة من اب وأم أو ولد أو صديق ثقة فإذا ألحقته كانت أحب إليه من الدنيا وما فيها وان اللّه ليدخل على القبور من دعاء أهل الأرض أمثال الجبال وان هدية الاحياء إلى الأموات
الاستغفار لهم رواه البيهقي والديلمي وحديث مرفوعا أمتي أمة مرحومة تدخل قبورها بذنوبها وتخرج من قبورها لا ذنوب عليها يمحض عنها باستغفار المؤمنين لها رواه الطبراني فى الأوسط قال السيوطي وقد نقل غير واحد الإجماع على ان الدعاء ينفع الميت ودليله من القرآن قوله تعالى وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ قلت والظاهران انتفاع الأموات والاحياء بدعاء الاحياء غير مختصة بهذه الامة وقد قال نوح عليه السلام رب اغفر لى ولوالدى ولمن دخل بيتي مومنا وللمؤمنين والمؤمنات وقال ابراهيم عليه السلام ساستغفر لك ربى انه كان بي حفيا وقال يوسف لاخوته لا تثريب عليكم اليوم ليغفر اللّه لكم