ج ٩، ص : ١٦٧
الكدر رواه الحكيم الترمذي السابقون خير لما تقدم اللام فيما تقدم للجنس وهاهنا للعهد الذهني كما يقال صديقى زيد والمعنى السابقون هم الذين عرفت حالهم وكمالهم ومالهم كقول الشاعر انا أبو النجم وشعرى شعرى أو المعنى هم السابقون إلى الجنة.
أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ج إلى اللّه تعالى جملة مستانفة فى جواب ما شانهم وجاز ان يكون السابقون الأول مبتداء والسابقون الثاني تأكيد له وهذه الجملة خبر.
فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ متعلق بقوله المقربون وجاز ان يكون ظرفا مستقرا خبر لاولئك أو خبر بعد خبر لقوله السابقون.
ثُلَّةٌ خبر مبتداء محذوف هم ثلة أى كثير مِنَ الْأَوَّلِينَ يعنى من الصدر الأول من هذه الامة وهم القرون الثلاثة الصحابة والتابعين واتباعهم قال رسول اللّه ـ ﷺ ـ خيرا متى قرنى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم ان بعدهم قوم يشهدون ولا يستشهدون ويخوفون ولا يأتمنون وينذرون ولا يفون ويظهر فيهم من حصين السمن متفق عليه من حديث عمران بن حصين وكذا روى مسلم عن أبى هريرة وكذا روى النسائي عن عمر رض وعند الترمذي والحاكم عن عمران بلفظ خير الناس قرنى الحديث وفى الصحيحين عن ابن مسعود مرفوعا بلفظ خير الناس وروى مسلم نحوه عن عائشة والطبراني والحاكم عن جعدة بن هبيرة فى الصحيحين عن أبى سعيد الخدري مرفوعا لا تسبوا أصحابي فلو ان أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه.
وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ ط وهم ارباب كمال النبوة الذين وجدوا بعد الف سنة كما ذكرنا من قبل وقال اكثر المفسرين ثلة من الأولين يعنى من الأمم الماضية من لدن آدم إلى محمد ـ ﷺ ـ وقليل من الآخرين يعنى من أمة محمد ـ ﷺ ـ قال الزجاج الذين عاينوا جميع النبيين من لدن آدم وصدقوهم اكثر ممن عاينوا النبي ـ ﷺ ـ قلت وهذا التأويل بعيد جدا لاستلزامه كون الأمم السابقة اقرب إلى اللّه تعالى وأفضل من هذه الامة فان فضل الامة بكثرة الأفاضل وهذا لايتان قوله تعالى كنتم خير أمة أخرجت للناس وقوله تعالى تكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا وقوله عليه الصلاة والسلام أنتم تنمون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على اللّه رواه الترمذي وابن ماجة والدارمي عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال الترمذي حديث حسن وروى أحمد والبزاز والطبراني بسند صحيح عن جابر انه سمع النبي صلى اللّه تعالى عليه وآله وسلم يقول انى لارجو ان يكون من تبعني ربع أهل الجنة فكبرنا ثم قال أرجو ان