ج ٩، ص : ١٧١
وظل ممدود واصحاب اليمين هم اصحاب القلوب الصافية والنفوس المطمئنة اولياء اللّه المتقون ويلحق بهم فى الاخرة عصاة المؤمنين اما بعد مغفرة ذنوبهم بفضل اللّه تعالى وشفاعة الأنبياء والصلحاء واما بعد تعذيبهم بالنار وتخليصهم من الذنوب يلتحقون بالمتقين الصالحين فان جهنم يخلص المؤمنين وينفى عنه خبث ذنوبه ورزائله كما ينفى الكبر خبث الحديد ما أَصْحابُ الْيَمِينِ ط أى عظيم شانهم عند اللّه الجملة خبر مبتداء بتأويل يقال فى شانهم ما اصحاب اليمين أو جملة معترضة للتعجب والتفخيم.
فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ خبر المبتدا أو خبر بعد خبر أى مقطوع شوكه أو مثنى أغصانه من كثرة الحمل فى القاموس خضد الشجر قطع شوكه ويقال خضد الغصن إذا ثناة وهو رطب أخرج البيهقي عن أبى امامة قال سال أعرابي يا رسول اللّه لقد ذكر اللّه فى القرآن شجرة يوذى صاحبها فقال رسول اللّه ـ ﷺ ـ وما هى قال السدر فان لها شوكا فقال رسول اللّه ـ ﷺ ـ يقول اللّه تعالى فى سدر مخضود ويخضد اللّه شوكها فيجعل مكان كل شوكة ثمرة انها تنبت ثمر اثم تفتق لثمر منها عن اثنين وسبعين لونا من الطعام ما منها لون يشبه الاخر وأخرج الطبراني مثله من حديث عتبة بن عبد وأخرج البيهقي عن مجاهد فى قوله تعالى مخضود قال موفر حملا وطلح منضود الموز المتراكم.
وَطَلْحٍ قال القراء وأبو عبيدة الطلح عند العرب شجر عظام لها شوك وفى القاموس شجر عظام والموز وفى الصحاح شجر الواحد طلحة وفى البيضاوي موزاوام غيلان قال البغوي روى خالد عن الحسن قال قرأ رجل عند على رض عنه وطلح منضود قال وما شان الطلح انما هو وطلع منضود ثم قرأ طلعها هضيم قلت انها فى المصحف بالحاء أفلا تحولها فقال ان القرآن لا يحاج اليوم ولا يحول مَنْضُودٍ يعنى متراكم بثمره بعضها على بعض أخرج ابن المبارك وهناد والبيهقي عن مسروق قال نخل الجنة نضيد من أصلها إلى فرعها وثمرها أمثال القلال كلما نزعت ثمرة عادت مكانها اخرى والعنقود اثنا عشر ذراعا وذكر البغوي قول مسروق بلفظ أشجار الجنة من عروقها إلى أفنانها ثمر كله فى القاموس نضيد متاعه ان جعل بعضه فوق بعض وفى الصحاح النضيد السرير الذي ينضد عليه المتاع ومنه استعير طلح نضيد.
وَظِلٍّ مَمْدُودٍ ممتد منبسطة كظل قبل طلوع الشمس من الصبح أو دائم لا ينسخه الشمس والعرب يقول للشىء الذي لا ينقطع ممدودا وفى الصحيحين عن أبى هريرة عن رسول اللّه ـ ﷺ ـ قال ان فى الجنة شجرة يسير الراكب فى ظلها ماية عام لا يقطعها اقرأوا ان شيئتم وظل ممدود وأخرجه أحمد وزاد فى آخره وان ورقها ليحمر الجنة وأخرج هناد بن سرى فى الزهد وزاد