ج ٩، ص : ٢٠٦
وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ أخرج ابن جرير عن قتادة قال بلغنا انه لما نزلت يؤتكم كفلين من رحمته حسد أهل الكتاب المسلمين عليها فانزل اللّه تعالى.
لِئَلَّا يَعْلَمَ متعلق بافعال واقعة فى جواب الأمر على التنازع قيل متعلق بمحذوف تقديره أعلمكم بذلك لئلا يعلم ولا مزيدة والمعنى ليعلم أَهْلُ الْكِتابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْ ءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ ان هى المخففة والمعنى انه لا ينالون شيئا من فضل اللّه الا بمشية اللّه تعالى ولا يقدرون على نيله باختيارهم هذه الرواية عن قتادة يناسب ما روى الطبراني عن ابن عباس وابن أبى حاتم عن مقاتل ان الخطاب فى قوله تعالى يايها الذين أمنوا اتقوا اللّه وأمنوا برسوله للمؤمنين عامة لا لاهل الكتاب وذكر البغوي قول قتادة انه حسد الذين لم يؤمنوا من أهل الكتاب المؤمنين منهم فانزل اللّه تعالى لئلا يعلم أهل الكتاب ان لا يقدرون على شىء من فضل اللّه على خلاف ما زعموا انهم أبناء اللّه وأحبائه واهل رضوانه وانهم لا يتمكنون من نيل شىء من الاجر والثواب لانهم لم يؤمنوا برسله وهو مشروط بالايمان به وعلى هذا يناسب ما ذكر المفسرون فى الآية خطاب لاهل الكتابين وقيل لا غير مزيدة والمعنى لئلا يعتقد أهل الكتاب انه لا يقدر النبي والمؤمنون به على شىء من فضل اللّه ولا ينالون وأخرج ابن المنذر عن مجاهد وكذا ذكر البغوي ان لا يقدرون على شىء من فضل اللّه على خلاف ما زعموا انهم أبناء اللّه وأحبائه واهل رضوانه وانهم لا يتمكنون من نيل شىء من الاجر والثواب لانهم لم يومنوا برسله وهو مشروط بالايمان به وعلى عنه انه قال قالت اليهود يوشك ان يخرج منا نبى فيقطع الأيدي والأرجل فلما خرج من العرب كفروا به فانزل اللّه لئلا يعلم أهل الكتاب أى ليعلم الذين لم يؤمنوا منهم انه لا يقدرون على شىء من فضل اللّه فضلا ان يتصرفوا فى أعظمه وهو النبوة ويؤيده قوله تعالى وَأَنَّ
الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ ط خبر بعد خبر لأن وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ روى البخاري فى صحيحه عن ابن عمر عن رسول اللّه ـ ﷺ ـ قال انما اجلكم فى أجل من خلا من الأمم ما بين صلوة العصر إلى مغرب الشمس وانما مثلكم ومثل اليهود والنصارى كرجل استعمل عملا فقال من يعمل لى إلى نصف النهار على قيراط قيراط فعملت اليهود إلى نصف النهار على قيراط قيراط ثم قال من يعمل من نصف النهار إلى العصر على قيراط قيراط فعملت النصارى من نصف النهار إلى صلوة العصر على قيراط قيراط ثم قال من يعمل لى من صلوة العصر إلى مغرب الشمس على قيراطين قيراطين الا فانتم الذين تعملون من صلوة العصر إلى مغرب الشمس الا لكم الاجر مرتين فغضب اليهود والنصارى فقالوا نحن اكثر عملا واقل عطاء فقال اللّه تعالى فهل ظلمتكم من حقكم شيئا قالوا لا قال اللّه تعالى فانه فضل أعطيه من شئت وروى البخاري عن أبى موسى عن النبي ـ ﷺ ـ قال مثل


الصفحة التالية
Icon