ج ٩، ص : ٢١٨
فانه ابن عمك فما برحت حتى نزل القرآن قد سمع اللّه قول التي تجادلك الآية فقال يعتق رقبة فقلت لا يجد فقال يصوم شهرين متتابعين قلت يا رسول اللّه انه شيخ كبير ما به من صيام قال فيطعم ستين مسكينا قلت ما عنده شىء يتصدق به قال فانى ساعينه بفرق من تمر قلت يا رسول اللّه وانى ساعينه بفرق من تمر قلت يا رسول اللّه انى ساعينه بفرق اخر قال قد أحسنت فاذهبى فاطعمى هما عنه ستين مسكينا وارجعي إلى ابن عمك قال والفرق ستون صاعا وقيل هو مكتل يسع ثلثين صاعا قال أبو داود وهذا أصح قال ابن همام وجه الاصحية انه لو كان ستين لم يحتج إلى معاونتها بفرق اخرى فى الكفارة واحتج الشافعي ومن معه بحديث أبى هريرة فى كفارة الصوم جاء رجل إلى النبي ـ ﷺ ـ أفطر فى رمضان الحديث قال فاتى بفرق قدر خمسة عشر صاعا قال كله أنت وأهلك وصم يوما واستغفر اللّه رواه أبو داود من طريق هشام بن سعد عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عنه وهشام بن سعد ضعفه النسائي وغيره ورواه أبو داود من حديث اسمعيل قال وقعت امرأتى الحديث وفيه قال خمسة عشر صاعا وكذا وقع فى رواية ابن أبى حفصة ومومل قال البخاري منكر الحديث لكن قال الذهبي ومحمد بن أبى حفصة أو سلمة ضعفه النسائي وغيره وقواه غير واحد وفى رواية حجاج بن ارطاة عن الزهري عند الدارقطني بخمسة عشر صاعا فقال أطعمه ستين مسكينا وحجاج بن ارطاة ضعيف مدلس وروى عبد اللّه بن أحمد عن أبيه عن يحى انه لم ير الزهري ويؤيد هذا الحديث حديث على رض عند الدارقطني يطعم ستين مسكينا لكل مسكين مدو فيه فان بخمسة عشر صاعا فقال أطعمه ستين قلنا قال البخاري فى الحديث اضطراب ففى بعض الروايات خمسة عشر صاعا وعند ابن خزيمة من طريق مهران خمسة عشر أو عشرون فى الصحيحين ذكر حديث أبى هريرة وليس فيه تقدير الصيعان بل فيه اتى بفرق فيه تمرو الفرق المكتل الضخم وفى مرسل سعيد بن المسيب ما بين خمسة عشر إلى عشرين وفيه عطاء
الخراسانى ذكره العقيلي فى الضعفاء وقال البخاري عامة أحاديثه مقلوبة وفى بعض الروايات عشرون صاعا بالجزم كذا عند الدارمي فى مرسل سعيد بن المسيب وفى حديث عائشة عند ابن خزيمة اتى بفرق فيه عشرون صاعا وهذه الأحاديث واردة فى كفارة الصوم ما احتج به أبو حنيفة وارد فيما نحن فيه والشافعي رحمه اللّه تعالى ذهب إلى اقل ما ورد فى مقدار الطعام احتياطا ولكن أصح ما ورد فى تقدير طعام المسكين حديث كعب بن عجرة الذي ذكرناه فى سورة البقر فى تفسير قوله تعالى فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أو نسك رواه الشيخان فى الصحيحين وفيه امره رسول اللّه ـ ﷺ ـ


الصفحة التالية
Icon