ج ٩، ص : ٢٢٥
من حديث أبى امامة الباهلي عن عبد اللّه بن عمر ان رسول اللّه ـ ﷺ ـ من مجلسين فى مسجده فقال كلاهما على خير واحدهما أفضل من صاحبه اما هؤلاء فيدعون اللّه ويرغبون إليه فان شاء أعطاهم وإنشاء منعهم اما هؤلاء فيتعمون الفقه أو العلم ويعلمون الجاهل فهم أفضل وانما بعثت معلما ثم جلس فيهم رواه الدارمي قال الحسن قرأ ابن مسعود هذه الآية وقال أيها الناس افهموا هذه الآية ولترغبكم فى العلم فان اللّه يقول يرفع اللّه المؤمن العالم فوق الذي لا يعلم درجات وفى هذه الآية اشارة إلى ان النفر من أهل بدر مستحقون لما عوملوا من الإكرام والنبي ـ ﷺ ـ مصيب فيما امر وأولئك المؤمنون مثابون فيما ايتمروا وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ فيجازيكم عليه فيه ترغيب لمن عمل وتهديد لمن لم يمتثل الأمر واستكرهه أخرج ابن أبى حاتم عن طريق على بن أبى طلحة عن ابن عباس ان مسلمين أكثروا المسائل على رسول اللّه ـ ﷺ ـ حتى شقوا عليه فاراد اللّه ان يخفف عن نبيه فانزل اللّه تعالى.
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ أى إذا أردتم مناجاته فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ الرسول صَدَقَةً ط قال البغوي قال مقاتل بن حبان نزلت فى الأغنياء وذلك انهم يأتون النبي ـ ﷺ ـ فيكثرون مناجاته ويغلبون الفقراء على المجالس حتى كره النبي ـ ﷺ ـ طول جلوسهم ومناجاتهم وقال ابن عباس فى رواية ابن أبى حاتم انه لما نزلت هذه الآية صبر كثير من الناس وكفوا عن المسألة قال البغوي انتهوا عن مناجاته فاما أهل العسرة فلم يجدوا شيئا واما أهل اليسرة فضنوا واشتد ذلك على اصحاب رسول اللّه ـ ﷺ ـ فنزلت الرخصة قال مجاهد نهوا عن المناجاة حتى يتصدقوا فلم يناجه الا على رض تصدق بدينار وناجاه ثم نزلت الرخصة وكان على يقول اية فى كتاب اللّه لم يعمل بها أحد قبلى ولا يعمل أحد بعدي وهى اية المناجاة وروى ابن أبى شيبة فى مصنفه والحاكم فى المستدرك عن على رض ان فى كتاب اللّه اية فما عمل بها أحد غيرى كان بي دينارا فصرفته فكنت إذا ناجيته تصدقت بدرهم وذكر فى المدارك عن على رض عنه قال كنت إذا ناجيته تصدقت بدرهم وسالت رسول اللّه ـ ﷺ ـ عشر مسائل فاجابتنى عنها قلت يا رسول ما الوفا قال التوحيد وشهادة ان لا اله الا اللّه قلت ما الفساد قال الكفر باللّه والشرك قلت ما الحق قال الإسلام والقران والولاية وإذا اهتبت إليك قلت ما الحيلة قال ترك الحيلة قلت ما علىّ قال طاعة اللّه ورسوله قلت وكيف ادعو اللّه قال بالصدق واليقين قلت وماذا أسأل قال العافيه قلت ما اصنع لنجاة نفسى قال كل حلالا