ج ٩، ص : ٢٣١
قال ان رسول اللّه ـ ﷺ ـ أرسلني برسالة ولست اذكرها لكم حتى أعرفكم بشىء تعرفونه فقالوا ما هو فقال أنشدكم بالتوراة التي انزل على موسى هل تعلمون انى جئتكم قبل ان يبعث محمد ـ ﷺ ـ وبينكم التوراة فقلتم لى فى مجالسكم هنايا ابن المسلم ان شئت ان نعذبك عذبناك وان شئت نهودك هودناك فقلت بل عذبونى ولا تهودونى فانى واللّه ما اتهود ابدا فعذبتمونى فى صفحة لكم واللّه لكانى انظر إليها كانها جذعة فقلتم لى ما يمنعك من ديننا الا انه دين يهود كانك تريد الحنيفة التي سمعت بها اما ان أبا عامر الراهب ليس بصاحبها بل صاحبها الضحوك القتال فى عينيه حمرة ويأتي من قبل اليمن يركب البعير ويلبس الشملة وتجزى بالكسرة وسيفه على عاتقه ينطق بالحكمة كأنَّه وسنحيكم هذه واللّه ليكونن بقريتكم هذه سلب وقتل ومثل قالوا اللّهم نعم قد قلنا وليس به فاقد فقلت ان رسول اللّه ـ ﷺ ـ أرسلني إليكم انكم قد نقضتم الذي جعلت لكم بما هممتم به من الغد ربى وأخبرهم بما كانوا هموا به وظهور عمرو بن حجاش على البيت ليطرح عليه الصخرة ويقول اخرجوا من بلدي وقد أجلتكم عشرا فمن راى بعد ذلك ضربت عنقه فمكثوا على ذلك أياما يتجهزون وأرسلوا إلى ظهرهم بالحد فبيناهم على ذلك إذا جائهم رسول عبد اللّه بن أبى بن سلول سويد واعس فقالا يقول عبد اللّه بن أبى لا تخرجوا من دياركم وأموالكم واقيموا مع حصونكم فان معى الفين من قومى وغيرهم من العرب يدخلون معكم حصنكم فيموتون من آخرهم قبل ان يوصل إليكم ويمدكم قريظة فانهم لم يخذ لو كم يمدكم حلفائكم من غطفان وأرسل ابن أبى كعب بن اسد القرظي يكلمه ان يمده أصحابه فقال لا ينقض رجل واحد العهد فيئس ابن أبى اخطب بن قريظة وأراد ان يلحم الأمر فيما بين النضير ورسول اللّه ـ ﷺ ـ فلم يزل يرسل إلى حيى بن اخطب فقال حيى انا أرسل إلى محمدا علمه ان لا يخرج من ديارنا فليضع ما بدا له وطمع حيى فيما قال ابن أبى فقال له
سلام بن مشكم لو لا ان يسفه رايك لاعتزلتك بمن أطاعني من يهود فلا تغفل يا حيى فو اللّه انك لتعلم ونعلم من معك انه لرسول اللّه وان صفته عندنا وانما لم نتبعه لانا حسدناه حيث خرج النبوة من بنى هارون فلتقبل ما أعطانا من الأمر وتخرج من بلاده وقد عرفت انك حالفننى فى العذر به فإذا كان أو ان التمر جئنا أو جائنا إلى تمرة أو صنع ما بدا له ثم انصرف إلينا فلم يقبل حيى قوله وأرسل حيى أخاه جدى بن اخطب إلى رسول اللّه ـ ﷺ ـ يقوله انا لا نبرح من ديارنا وأموالنا فاصنع ما أنت صانع وامره ان يأتي ابن أبى فيخبره برسالته إلى رسول اللّه ـ ﷺ ـ ويأمره ان يتعمل ما وعد من النضير فلما سمع رسول اللّه ـ ﷺ ـ رسالة قول جدى بن اخطب اظهر التكبير وكبر المسلمون لتكبيره وقال حاربت يهود ثم دخل جدى على ابن أبى وهو فى بيته ومعه نفر من جلسائه وقد نادى منادى رسول اللّه ـ ﷺ ـ التف سير المظهري، ج ٩، ص : ٢٣٢
يأمرهم بالسير إلى بنى النضير فدخل عبد اللّه بن عبد اللّه بن أبى على ابنه وعلى النضر الذين معه وعنده جدى بن اخطب فليس درعه وأخذ سيفه وخرج بعد فجاء جدى إلى حيى فقال ما ورائك قال الشر ساعة أخبرت محمدا ما أرسلت به اظهر التكبير وقال حاربت يهود قال وجئت ابن أبى فلم ار عنده خبرا
قال انا أرسل إلى حلفاء من غطفان فيدخلون معكم فسار النبي ـ ﷺ ـ إلى بنى النضير واستخلف على المدينة ابن أم مكتوم وصلى رسول اللّه ـ ﷺ ـ العصر بفناء النضير فلما أراد رسول اللّه ـ ﷺ ـ وأصحابه قاموا على جدر حصونهم يرمون بالنبل والحجارة واعتزلهم بنو قريظة فلم يعينوهم فلما صلى رسول اللّه ـ ﷺ ـ العشاء رجع إلى بيته فى عشرة من أصحابه استعمل على العسكر عليا ويقال أبا بكر وبات المسلمون يحاصرونهم حتى أصبحوا ثم اذن بلال فغدا رسول اللّه ـ ﷺ ـ فى أصحابه الذين كانوا معه فصلى بالناس فى قضاء بنى حطم فارسل حيى إلى رسول اللّه ـ ﷺ ـ نحن نعطيك الذي سالت ونخرج من بلادك فقال رسول اللّه ـ ﷺ ـ لا اقبله اليوم ولكن اخرجوا منها ولكم ما حملت الإبل الا الحلفة فقال سلام بن مشكم اقبل ويحك قبل ان تقبل شرا من ذلك قال حيى ما يكون شرا من هذا قال يسبى الذرية ويقتل القاتل مع الأموال والأموال أهون علينا فابى حيى ان يقبل يوما أو يومين فلما راى ذلك يامين بن عمير وأبو سعيد ابن وهب قال أحدهما لصاحبه واللّه انك لتعلم انه رسول اللّه فما تنظران نسلم فتامن على دمائنا وأموالنا فنزلا من الليل فاسلما وحرز أموالهما ودمائهما وحاصر رسول اللّه ـ ﷺ ـ على قول محمد بن عمرو بن سعد والبلاذري وأبو معشر وابن حبان خمسة عشر يوما وقال ابن اسحق وأبو عمرو ست ليال وقال سليمان التيمي قريبا من عشرين ليلة وقال ابن الطلاع ثلث وعشرين ليلة وعن عائشة خمسة وعشرين وكانوا فى حصارهم يخربون بيوتهم بايديهم مما يليهم وكان المسلمون يخربون بايديهم ويحرقون حتى وقع الصلح ونزلت اليهود على ان لهم ما حملت الإبل الا الحلقة وجعل ما بين الرجل من قيس عشرة دنانير ويقال خمسة اوسق من تمر حتى قتل عمرو بن حجاش غيلة فسر رسول اللّه ـ ﷺ ـ فقال بنو النضير ان لنا ديونا على الناس فقال عليه السلام تعجلوا فكان لابى رافع على أسيد بن حضير عشرين ومائة
دينارا إلى سنة فصالحة على ثمانين فخرجت بنو النضير جملوا النساء والذرية وما استقلت به الإبل من الامتعة فكان الرجل يهدم بيته عن إيجاف بابه وقبض رسول اللّه ـ ﷺ ـ الأموال والحلقة فوجد خمسين درعا وخمسين بيضة وثلاثمائة وأربعين سيفا قال ابن عباس صالحهم رسول اللّه ـ ﷺ ـ على ان يحمل كل أهل ثلثة أبيات على بعير ما شاؤا من متاعهم وللنبى ـ ﷺ ـ ما بقي وقال الضحاك اعطى كل ثلثة نفر بعيرا ففعلوا ذلك فخرجوا من المدينة إلى الشام أى أذرعات وأريحا الا أهل ستين ال حقيق وال حيى بن اخطب فانهم لحقوا الخيبر