ج ٩، ص : ٢٣٤
وقال ابن زيد كانوا يقلعون العمد وينقضون السقوف وينقبون الجدر ان ويقلعون الخشب حتى الأوتاد ويخربونها لئلا يسكنها المؤمنون حسدا أو بغضا وقال قتادة كان المسلمون يخربون ما يليهم ويخربها اليهود ومن داخلها قال ابن عباس كلما ظهر المسلمون على دار من دورهم هدموها ليتسع لهم المقاتل وجعلوا اعداء اللّه ينقبون دورهم فى أدبارها فيخرجون إلى التي بعدها فيتحصنون فيها ويكسرن ما يليهم ويرمون بالتي خرجوا منها اصحاب رسول اللّه ـ ﷺ ـ فذلك قوله تعالى يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ الآية فَاعْتَبِرُوا فانظروا واتعظوا بما نزل بهم ولا تفعلوا من الكفر والفسوق مثل ما فعلوا كيلا ينزل بكم مثل ما نزل بهم من العذاب استدلوا بهذه الآية على حجة القياس من حيث انه تعالى امر بالاعتبار والمجاوزة من اصل إلى فرع لمشاركة بينهما فى وصف يصلح سبا لذلك الحكم يا أُولِي الْأَبْصارِ يا ذوى العقول والبصائر قال محمد بن يوسف الصالحي فى سبيل الرشاد انه قال محمد بن عمر حدثنى ابراهيم بن جعفر عن أبيه قال لما خرجت بنو النضير اقبل عمرو بن سعد اليهود فاطاف بمنازلهم فراى خرابا ففكر ثم رجع إلى بنى قريظة فقال رايت اليوم عبر ارايت دار إخواننا خالية بعد ذلك العز والشرف والجلد والرأي الفاضل والعقل البارع قد تركوا أموالهم وملكها غيرهم وخرجوا خروج ذل وقد وقع قبل ذلك بابن الأشرف بيانا فى بيته افتادا وقع بابن سنية سيد يهود واجلدهم وانجدهم ووقع ببني قينقاع واجلاءهم وهم جد يهود كانوا أهل عدة وسلاح ونحده فحصرهم فلم يخرج انسان راسه حتى سباهم فكلهم فيهم فتركهم على ان اجلائهم من يثرب يا قوم لقد رايتم فاطيعونى وتعالوا نتبع محمدا فو اللّه انكم لتعلمون انه بنى وقد بشرنا به علمائنا آخرهم ابن السيان أبو عمير وابن حواس هما اعلم يهود جاءا من بيت المقدس يتوكفان قدومه ثم أمرنا باتباعه وان نقربه منهما السلام ثم ماتا على دينه و
دفنا لحبرتنا هذه فاسكنت القوم فلم يتكلم منهم متكلم فاعاد الكلام أو نحوه وخوفهم بالحرب والسبي والجلاء فقال الزبير بن باطا والتوراة قد قرأت صفة فى كتاب باطا التوراة التي نزلت على موسى ليس فى المثاني التي أحدثنا فقال له كعب بن سعد ما يمنعك يا أبا عبد الرحمن من اتباعه قال أنت قال فلم والتوراة ما جعلت بينك وبينه قط قال الزبير بل أنت صاحب عهدنا وعقدنا فان اتبعته اتبعناك وان أبيت أبينا فاقبل عمرو بن سعدى على كعب فقال اما والتوراة التي نزلت على موسى يوم طور سينا انه للعز والشرف فى الدنيا انه لعلى منهاج موسى ونزل معه أمته فى منزله غدا فى الجنة قال كعب نقيم على عهدنا وعقدنا فلا يخضر محمد ذمتكم وننظر ما يصنع حيى فقد أخرج إخراج ذل وصغار ذلا فلا أراه يغزو محمدا فان ظفر بمحمد فهو ما أردنا وأقمنا على ديننا وان ظفر بحيي فما فى العيش خير نحو لنا من جراره قال عمرو
بن سعدى ولم تؤخر الأمر وهو مقبل قال كعب ما على هذا فوات متى أردت هذا