ج ٩، ص : ٢٧١
بالعصيان والرمي بالادرة وهى نفخة فى الخصيتين وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ بما جئتكم بالمعجزات وانجيتكم من أهل فرعون يسومونكم سوء العذاب وجاوزت بكم البحر والعلم بالنبوة يوجب التعظيم ويمنع الإيذاء فَلَمَّا زاغُوا أى عدلوا عن الحق ولم يمتنعوا عن الإيذاء أَزاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ صرفها عن قبول الحق والميل إلى الصواب وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ هداية موصولة إلى معرفة الحق أو الجنة قال الزجاج لا يهدى من سبق فى علمه انه فاسق.
وَإِذْ قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إِسْرائِيلَ لعله لم يقل يا قوم كما قال موسى لأنه لا نسب له فيهم إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ أى من قبلى مِنَ التَّوْراةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسكن الياء ابن عامر وحفص وحمزة والكسائي وفتحها الباقون ومصدقا ومبشرا حالان من ضمير انى رسول اللّه والعامل فيهما وفى الرسول من معنى الإرسال لا الجار والمجرور فانه ظرف لغوصلة للرسول فلا يعمل اسْمُهُ أَحْمَدُ وهو أحد اسمى رسول اللّه ـ ﷺ ـ افعل من الحمد يعنى اكثر حامدية للّه تعالى من غيره والأنبياء كلهم حمادون واكثر محمودية من غيره من المخلوقات والأنبياء كلهم محمودون موصوفون بالخصال الحميدة وهو ـ ﷺ ـ اكثر مناقبا واجمع فضايلا ومحاسنا بها يستحق الحمد من غيره قال المجدد اسمه ـ ﷺ ـ أحمد له خصوصية بنشإ الروحانية ولذلك سماه عيسى بذلك الاسم قبل نشاء العنصرية بالجسمانية واسمه عليه السلام محمد له خصوصية بنشاء الجسمانية وله ولايتان ولاية محمدية وهى ا لمحبوبية الممتزجة بالمحبة وولاية احمدية وهى المحبوبية الخالصة فعلى هذا الاولى ان يقال اشتقاه من المحمودية واللّه تعالى أعلم ذكر عيسى عليه السلام تصديقه بالأنبياء حتى يكون دليلا على صدق دعواة الرسالة فان الحق يطابق الحق والأنبياء شهداء بعضهم لبعض فذاك أول الكتب المشهورة الذي حكم به النبيون والنبي الذي هو خاتم المرسلين الذي بشر به الأنبياء كلهم والتورية وغيرها من الكتب السماوية فَلَمَّا جاءَهُمْ عيسى أو أحمد ـ ﷺ ـ بِالْبَيِّناتِ المعجزات الظاهرة من احياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص وبالقران المعجز الباقي بمعنى الدهور والأزمان وشق القمر وغير ذلك ما لا يحصى والظرف متعلق بقوله تعالى قالُوا يعنى كفار بنى إسرائيل أو كفار قريش وغيرهم هذا سِحْرٌ قرأ حمزة ساحر اشارة إلى عيسى او
محمد ـ ﷺ ـ وقرأ الباقون سحر اشارة إلى ما جاء به المعجزات مُبِينٌ ظاهر.
وَمَنْ يعنى لا أحد أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ نسبة الشريك والولد إليه وبان قالوا