ج ٩، ص : ٢٧٦
الى سلمان الفارسي فانهم ينتسبون إلى جعفر الصادق عن القاسم بن محمد عن سلمان عن أبى بكر الصديق عن رسول اللّه ـ ﷺ ـ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ أى لم يدركوهم ولكنهم يكونون بعدهم وقيل لما يلحقوا بهم فى الفضل والثواب لأن التابعين ومن بعدهم لا يدركون فضل الصحابة حيث قال رسول اللّه ـ ﷺ ـ لا تسبوا أصحابي فلو ان أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه متفق عليه من حديث أبى سعيد ويرد على هذا التأويل ان المراد لو كان كذلك لورد بصيغة المضارع أى لا يلحقوا بهم فى المستقبل من الزمان دون الماضي فان لما يقتضى نفى اللحوق فى لماضى والتوقع فى المستقبل الا ان يقال الإيراد بصيغة الماضي للدلالة على تحقيق وجودهم ونفى للحوق المستفاد من كلمة لا نظرا إلى الأكثر وتوقع اللحوق نظرا إلى بعض من يأتي بعدهم ولو بعد الف سنة فكانه اشارة إلى المجدد الف ثانى وكمل خلفائه فانهم بلغوا بكمال متابعة النبي ـ ﷺ ـ ووراثته تبعا وطفيلا أقصى كمالاته واكتسبوا كمالات النبوة والرسالة واولى العزم والخلة والمحبة والمحبوبية التي لم يتحقق بعد الصدر الأول فاشتبهوا بالصحابة فصار مثل لامة المرهومة كمثل المطر لا يدرى اوله خيرا وآخره كما قال رسول اللّه ـ ﷺ ـ مثل أمتي كمثل المطر لا يدرى اوله خير أو آخره أو كحديقة اطعم فوج منها عاما ونوج منها عاما لعل آخرها فوجا هى اعرضها عرضا وأعمقها عمقا وأحسنها حسنا رواه رزين وَهُوَ الْعَزِيزُ فى تمكينه رجلا اميا من ذلك الأمر العظيم الخارق للعادة وتائيده عليه الْحَكِيمُ فى اختياره وإياه من بين كافة البشر وتعليمه.
ذلِكَ أى بعثة محمد ـ ﷺ ـ وتعليمه وتزكية الضالين فَضْلُ اللَّهِ على محمد ـ ﷺ ـ حيث اصطفاه وجعله هاديا وعلى من اتبعه حيث هداهم وزكّهم به عليه السلام يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ عطائه ويقتضيه حكمته وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ الذي يستحقر دونه كل نعمة.
مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ علموها وكلفوا بالعمل بها ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها أى لم يعملوا بما فيها ولم ينتفعوا بها كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً كتبا من العلم يتعب فى حملها ولا ينتفع بها وجملة يحمل حال من الحمار والعامل فيه معنى المثل أو صفة له إذ ليس المراد الحمار المعين نظيره ولقد امر على اللئيم يسبنى وهكذا كل عالم لا يعمل بعلمه قال رسول اللّه ـ ﷺ ـ اللّهم انى أعوذ بك من علم لا ينفع رواه بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وهم اليهود كذبوا بالقران وبايات التوراة الدالة على نبوة محمد ـ ﷺ ـ والمخصوص بالذم محذوف أى بئس مثل القوم المكذبين مثلهم أو هو