ج ٩، ص : ٢٨١
ابن النجار قامت إليه وجوههم ثم مضى حتى انتهى إلى باب المسجد فبركت على باب مسجد النبي ـ ﷺ ـ فجعل جبار ابن صخر ينجسفها رجاء ان تقوم فلم يفعل فنزل رسول اللّه ـ ﷺ ـ فقال عليه الصلاة والسلام أى بيوت أهلنا اقرب فقال أبو أيوب هذا المنزل إنشاء اللّه تعالى فنزل رسول اللّه ـ ﷺ ـ وقال اللّهم أنزلنا منزلا مباركا وأنت خير المنزلين قال اربع مرات روى الطبراني عن ابن الزبير ينزل رسول اللّه ـ ﷺ ـ فى منزل أبى أيوب ونزل معه زيد بن حارثة قال ابن اسحق فى المبتدا وابن هشام فى التيجان ان بيت أبى أيوب الذي نزل فيه رسول اللّه ـ ﷺ ـ مقدمة المدينة بناه تبع الأول وكان معه اربعمائة أحبار فتعاقدوا على ان لا تخرجوا منها فسالهم تبع عن سر ذلك فقالوا انا نجد فى كتابنا ان نبيا اسمه محمد ـ ﷺ ـ هذه دار هجرته فنحن نقيم لعلنا نلقاه فاراد تبع الاقامة معهم ثم بدأ له فعمر لكل واحد من أولئك دارا أو اشترى له جارية وزوجها منه وأعطاه ما لا جزيلا وكتب كتابا فيه إسلامه وفيه شهد على أحمد انه رسول اللّه ـ ﷺ ـ بارى النسم فلو لا عمرى إلى عمره لكنت وزيرا أو ابن عمرو ختم بالذهب ودفعه إلى كبيرهم وساله ان يدفعه إلى النبي ـ ﷺ ـ ان أدركه والا فمن أدركه من ولده وولد ولده وبنى للنبى ـ ﷺ ـ دارا لينزلها إذا قدم المدينة فدار الدار إلى اعلائك إلى ان صارت لابى أيوب وهو من ولد ذلك العالم واهل المدينة الذين نصروه من أولاد أولئك العلماء ويقال ان الكتاب الذي فيه الشعر كان عند أبى يوسف حتى دفعه إلى رسول اللّه ـ ﷺ ـ وهو غريب فيما نزل رسول اللّه ـ ﷺ ـ الفاء فى بيته واللّه تعالى أعلم - (مسئلة) قيل المراد بهذا النداء فى الآية الاذان عند قعود الامام على المنبر للخطبة لحديث ابن يزيد قال كان النداء يوم الجمعة اوله إذا جلس الامام على المنبر على عهد النبي ـ ﷺ ـ وابى بكر وعمر فلما كان عثمان وكثر الناس زاد النداء الثالث على الزوراء وتسميته
ثالثا باعتداد الاقامة ثانيا فعلى هذا قيل السعى إلى الجمعة وترك البيع ونحوه انما يجب بالنداء الثاني والصحيح ان السعى وترك البيع ونحوه يجب بالأذان الأول لعموم قوله تعالى إذا نودى للصلوة من يوم الجمعة وصدقه على الاذان الأول أيضا فَاسْعَوْا يعنى فامضوا وكان عمر بن الخطاب يقرأ فامضوا وكذلك هى فى قراءة ابن مسعود وقال الحسن اما واللّه ما هو بالسعي عن الاقدام ولقد نهوا ان يأتوا الصلاة الا وعليهم السكينة والوقار ولكن بالقلوب والنية والخشوع وعن قتادة فى هذه الآية انه قال السعى ان تسعى بقلبك وعملك وهو المشي إليها قال اللّه تعالى فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ يعنى فلما مشى معه وقال اللّه تعالى وَإِذا تَوَلَّى سَعى فِي الْأَرْضِ