ج ٩، ص : ٣٠٣
فى حديثه ولم يحفظ ما قاله فعذره النبي ـ ﷺ ـ وفشت الملامة من الأنصار لزيد رض وكذبوه فقال له عمه وكان زيد معه ما أردت الا ان كذبك رسول اللّه ـ ﷺ ـ والناس ومقتوك وكان زيد بسائر النبي ـ ﷺ ـ فاستحى بعد ذلك ان يدنوا من النبي ـ ﷺ ـ فلما استقبل رسول اللّه ـ ﷺ ـ وسار فكان أول من لقيه سعد بن عبادة ويقال أسيد بن حضير وبه جزم بن اسحق فقال السلام عليك أيها النبي ورحمة اللّه وبركاته فقال عليه السلام وعليك ورحمة اللّه وبركاته قال يا رسول اللّه قد رحلت فى ساعة منكرة لم تكن نزحل فيها فقال أو لم يبلغك ما قال صاحبك قال أى صاحب يا رسول اللّه قال ابن أبى زعم انه ان رجع إلى المدينة أخرج الأعز منها الأذل فقال فانت يا رسول
اللّه تخرجه ان شئت فهو الأذل وأنت أعز والعزة للّه ولك وللمؤمنين ثم قال يا رسول اللّه ارفق به فو اللّه لقد جاء اللّه بك وان قومه ينظمون له الخرز فما بقيت عليهم إلا خرزة واحدة عند يوشع اليهودي فدارب بهم فيها لمعرفته بحاجتهم إليها ليتوجوه فجاء اللّه بك على هذا الحديث فلا يرى الا ان قد سلبته ملكه وبلغ عبد اللّه ابن أبى مقالة عمر بن الخطاب فجاء إلى رسول اللّه ـ ﷺ ـ فقال يا رسول اللّه ان كنت تريد ان تقتل فيما بلغك عنه فمرنى به فو اللّه لاحملن إليك راسه قبل ان تقوم من مجلسك هذا واللّه لقد علمت الخزرج ما كان رجل فيها ابر بوالديه منى وانى لا خشى يا رسول اللّه ان تامر به غيرى فيقتله فلا تدعنى نفسى انظر إلى قاتل أبى يمشى فى الناس فاقتله فاقتل مومنا بكافر فادخل النار وعفوك أفضل منك وأعظم فقال رسول اللّه ـ ﷺ ـ يا عبد اللّه ما أردت قتله وما أمرت به ونحسن صحبة ما كان بين أظهرنا فقال عبد اللّه يا رسول اللّه ان أبى كانت أهل هذه البحيرة قد اتقوا عليه ليتوجوه عليهم فجاء اللّه بك فوضعه ورفعنا بك ومعه قوم يطوفون به يذكرون أمورا قد غلب اللّه تعالى عليهم ثم سار رسول اللّه ـ ﷺ ـ بالناس يومهم ذلك حتى امسى وليلتهم حتى أصبح وصدر يومهم حتى اذتهم الشمس ثم نزل بالناس فلم يلبثوا ان وجدوا مس الأرض فوقعوا نياما وانما فعل ذلك ليشغل الناس عما كان من قول ابن أبى ثم راح رسول اللّه ـ ﷺ ـ حتى نزل على ماء بالحجاز فوق البقيع يقال له البقعاء روى مسلم عن جابر بن عبد اللّه قال قدم رسول اللّه ـ ﷺ ـ فلما كانت قربت المدينة فهاجت الريح تكاد تدفن الراكب فقال رسول اللّه ـ ﷺ ـ بعثت هذه الريح لموت منافق فلما قدمنا المدينة إذا هو قد مات عظيم من عظماء المنافقين قال محمد بن عمر ولما اخذتهم الريح قالوا لم تهج هذه الريح الا لامر قد حدث بالمدينة


الصفحة التالية
Icon