ج ٩، ص : ٣١٠
وقيل لا زائدة ولو للتمنى يعنى لو أخرتني أى أمهلتني فى الدنيا بتأخير الموت إِلى أَجَلٍ أمد قَرِيبٍ غير بعيد فَأَصَّدَّقَ أصله فاتصدق قلبت التاء بالصاد فادغمت منصوب على جواب التحضيض تقديره لو لا كان منك تاخيرى فى الدنيا فتصدق منى وَأَكُنْ قرأ أبو عمرو أكون بالواو منصوبا عطفا على اصدق قالوا انما حذفت الواو فى رسم خط المصحف اختصارا والباقون بغير واو مجزوما على الرسم لتوهم الجزم فى اصدق على تقدير ترك الفاء فكانه عطف على موضع الفاء وما بعده مِنَ الصَّالِحِينَ أى من المؤمنين هذا قول مقاتل وجماعة قالوا أنزلت الآية فى المنافقين وقيل الآية نزلت فى المؤمنين والمراد بالصلاح إتيان الواجبات وترك المنهيات قال البغوي روى الضحاك وعطية عن ابن عباس قال ما من أحد يموت وكان له مال لم يؤد زكوته وأطاق الحج ولم يحج إلا سأل الرجعة عند الموت وقرأ هذه الآية وقال أكن من الصالحين أحج.
وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً أى يمهلها وان تمنى الجملة حال من فاعل فيقول ربّ لو لا أخرتني والعائد وضع المظهر موضع المضمر إِذا جاءَ أَجَلُها وانتهى عمرها وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ فجاز عليه قرأ أبو بكر بالياء على الغيبة ليوافق ما قبله والباقون بالتاء للخطاب واللّه تعالى أعلم.