ج ٩، ص : ٣١٣
والاخبار وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ مجاز عليكم.
يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ الظرف لمضمون بما تعملون خبير يعنى مجازيكم فى ذلك اليوم أو لقوله تعالى لتنبئون أو مقدر باذكر قرأ يعقوب نجمعكم بصيغة المتكلم لِيَوْمِ الْجَمْعِ يعنى يوم القيامة يجمع فيه الملائكة والثقلان كلهم أولهم وآخرهم واللام للتعليل والمعنى يجمعكم لاجل ما يكون فى يوم الجمع من الحساب والجزاء ذلِكَ اليوم يَوْمُ التَّغابُنِ ط تفاعل من الغبن يغبن فيه بعضهم بعضا لنزول السعداء فى الجنة مكان الأشقياء لو كانوا سعداء ولا عطاء المظلوم من حسنات الظالم عوض مظلمته مستعار من تغابن التجار اللام فيه للعهد يعنى يوم التغابن الحقيقي دون التغابن الدنيوي أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جزير والحاكم وصححه عن أبى هريرة قال يرثون أى المؤمنون مساكنهم ومساكن إخوانهم يعنى الأشقياء التي أعدت لهم لو أطاعوا اللّه وأخرج سعيد بن منصور وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردوية والبيهقي فى البعث بسند صحيح عن أبى هريرة قال قال رسول اللّه ـ ﷺ ـ ما منكم من أحد الا وله منزلان منزل فى الجنة ومنزل فى النار فإذا مات فدخل النار ورث أهل الجنة منزله فذلك قوله تعالى أولئك هم الوارثون وفى الصحيحين من حديث أنس ان العبد إذا وضع فى قبره أتاه ملكان فيقولان ما كنت تقول فى هذا الرجل محمد ـ ﷺ ـ فاما المؤمن فيقول اشهد انه عبد اللّه ورسوله فيقال له انظر إلى مقعدك من النار قد أبدل اللّه به مقعدا من الجنة الحديث وأخرج ابن ماجة عن أنس قال قال رسول اللّه ـ ﷺ ـ من فرمن ميراث وارثه قطع اللّه ميراثه من الجنة وروى مسلم والترمذي عن أبى هريرة ان رسول اللّه ـ ﷺ ـ قال أتدرون من المفلس قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع قال ان المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلوة وصيام وزكوة ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فان قنت
حساته قبل ان يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم وطرحت عليه ثم طرح فى النار وروى البخاري عنه عن النبي ـ ﷺ ـ قال من كان عنده مظلمة لاخيه فليحلله منها فى الدنيا فانه ليس ثمه دينار ولا درهم ان كان عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته وان لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه وفى حديث أبى هريرة مرفوعا عند الطبراني ما يوجد ثمه دوانق ولا قرار يط؟؟؟ ولكن حسنات هذا يدفع إلى هذا الذي ظلمه وسيئات هذا الذي ظلمه يوضع عليه وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ عملا صالِحاً


الصفحة التالية
Icon