ج ٩، ص : ٣٣٥
سورة التّحريم
مدنية وهى اثنتا عشرة اية وفيها ركوعان

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

فى الصحيحين عن عطاء انه سمع عبيد بن عمير يقول سمعت عائشة تقول ان النبي ـ ﷺ ـ كان يمكث عند زينب بنت جحش يشرب عندها عسلا فتواحيت انا وحفصة ان ايّتنا دخل علينا النبي ـ ﷺ ـ فليقل انى أجد منك ريح مغافير فدخل على إحداهما فقالت له ذلك فقال لا بأس شربت عسلا عند زينب بنت حجش ولن أعود له فنزلت
يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ ج الآية يعنى العسل والاستفهام للانكار يعنى لا ينبغى ان تحرم الحلال وفى رواية للبخارى عن عطاء بإسناده قال لا ولكن كنت اشرب عسلا عند زينب بنت جحش وقد حلفت لا تخبري بذلك أحدا يعنى بذلك مرضاة أزواجه وأخرج الطبراني وابن مردوية من طريق ابن أبى مليكة بسند صحيح عن ابن عباس قال كان رسول اللّه ـ ﷺ ـ يشرب عند سودة العسل فيدخل على عائشة قالت انى أجد منك ريح مغافير ثم دخل على حفصة فقالت مثل ذلك فقال أراه من شراب شربته عند سودة واللّه لا اشربه فنزلت الآية قال الحافظ ابن الحجر فى شرح البخاري الراجح ان صاحة العسل زينب لا سودة لأن طريق عبيد بن عميرا ثبت من طريق ابن أبى مليكة بكثير ويرجحه أيضا ما روى البخاري عن عائشة ان نساء رسول اللّه ـ ﷺ ـ كن حزبين فخرب فيه عائشة وحفصة وصفية وسودة والحزب الاخر أم سلمة وسائر نساء النبي ـ ﷺ ـ فهذا يرجح ان زينب هى صاحبة العسل ولهذا عارت عائشة منها لكونها من غير حزبها - (فائده) وقد ورد فى صحيح البخاري من حديث عروة عن عائشة ان صاحبة العسل حفصة وذلك انها قالت كان رسول اللّه ـ ﷺ ـ يحب الحلواء والعسل وكان إذا صلى العصر دخل على نسائه فيدنو منهن فدخل على حفصة فاحتبس عندها اكثر مما كان يحتبس فسالت عن ذلك فقيل لى أهدت امرأة من قومها عكة عسل فسقت رسول اللّه ـ ﷺ ـ منه شربة فقلت اما واللّه لنحتالن له فذكرت ذلك لسودة وقلت إذا دخل عليك فانه سيدنو منك فقولى يا رسول اللّه أكلت مغافير فيقول لا فقولى ما هذه الريح وكان رسول اللّه ـ ﷺ ـ يشتد عليه ان يوجد منه الريح فانه سيقول سقتنى حفصة شربة عسل قولى له يا رسول اللّه جرست نحله العرفط وساقول ذلك وقوليه أنت يا صفية فلما دخل على سودة


الصفحة التالية
Icon