ج ٩، ص : ٣٤٠
الفعل الذي فعلت من افشاء السر من قول القائل لمن أساء إليه لاعرفن لك ما فعلت أى لأجازينك عليه وجاز إهابه عليه بان طلقها فلما بلغ ذلك عمر قال لو كان فى ال الخطاب خير لما طلقك رسول اللّه ـ ﷺ ـ فجاء جبرئيل وابره لمراجعتها واعتزل رسول اللّه ـ ﷺ ـ نساءه شهرا وقعد فى مشربة أم ابراهيم مارية رض حتى نزلت اية التخيير كذا قال البغوي وقال مقاتل بن حيان لم يطلق رسول اللّه ـ ﷺ ـ حفصة وانما هم بطلاقها فاتاه جبرئيل فقال لا تطلقها فانها صوامة قوامة وانها من نسائك فى الجنة فلم يطلقها وقرأ الجمهور عرف بالتشديد أى أخبر حفصة ببعض ما قالت بعائشة من سره ـ ﷺ ـ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ ج يعنى لم يخبرها به قال الحسن ما استقصى كريم قط قال اللّه تعالى عرف بعضه واعرض عن بعض وذلك ان النبي ـ ﷺ ـ لما راى الكراهة فى وجه حفصة لاجل تعريسه ـ ﷺ ـ بالقبطية فى بيتها على فراشها أراد ان يرضيها فاسر إليها الشيئين تحريم الامة على نفسه وبشرها بان الخلافة بعده فى أبى بكر وأبيها عمر فاخبرت به حفصة عائشة واطلع اللّه عليه نبيه ـ ﷺ ـ عرف حفصة ببعض ما أضمرت به عائشة وهى تحريم الامة واعرض عن بعض يعنى ذكر الخلافة كره رسول اللّه ـ ﷺ ـ ان ينتشر ذلك فى الناس وأخرج ابن مردوية من طريق الضحاك عن ابن عباس قال لما دخلت حفصة على النبي ـ ﷺ ـ بيتها فوجدت معه مارية فقال لا تخبري عائشة حتى أبشرك ببشارة ان أباك يلى هذا الأمر بعد أبى بكر إذا اقامت فذهبت إلى عائشة فاخبرتها فقالت له عائشة ذلك والتمست منه ان يحرم مارية محرمها ثم جاء إلى حفصة فقال امرتك ان لا تخبري عائشة فاخبرتها فعاتبها ولم يعاتبها على امر الخلافة فلذا قال اللّه تعالى عرف بعضه واعرض عن بعض وأخرج الطبراني فى الأوسط وفى عشرة النساء عن أبى هريرة نحوه بتمامها وفى كل منهما ضعف فَلَمَّا نَبَّأَها يعنى أخبر النبي ـ ﷺ ـ حفصة بِهِ أى بما أظهره اللّه عليه من افشائها سره هذه
الاية يناسب قراءة الجمهور عرف بالتشديد فانه بمعنى الانباء لكنها لا ينفى قراءة الكسائي بالتخفيف لتحقق الاخبار والمحاذات جمعا ولا منافات بينهما قالَتْ حفصة مَنْ أَنْبَأَكَ هذا ط أى افشاي سرك قالَ رسول اللّه ـ ﷺ ـ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ إِنْ تَتُوبا يعنى عائشة وحفصة فيه التفات من الغيبة إلى الخطاب للمبالغة فى المعاتبة وروى فى الصحيحين فى حديث عبيد بن عمير عن عائشة فى اخر الحديث المذكور فى أول السورة قوله ان تتوبا إلى اللّه لعائشة وحفصة يعنى تتوبا.
إِلَى اللَّهِ من التعاون على النبي ـ ﷺ ـ وافشاء سره وجزاء الشرط محذوف أى أتيتما بالواجب أقيم علة مقامه حيث قال فَقَدْ صَغَتْ أى زاغت ومالت قُلُوبُكُما عن الاستقامة على طريق الحق حيث رضيتما بما كره رسول اللّه ـ ﷺ ـ من تحريم أمة وافشاء سره والواجب على كل واحد ان يحب ما يحبه