ج ٩، ص : ٣٤٥
ويوادون ما يؤمرون به.
يا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ علة للنهى من الاعتذار يقال لهم ذلك عند دخولهم النار والنهى عن الاعتذار لهم حقيقة وما يعتذرون به من قولهم واللّه ربنا ما كنا مشركين وقولهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا لا ينفعهم.
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ من المعاصي تَوْبَةً نَصُوحاً ط بفتح النون على قراءة العامة أى بالغة فى النصح والنصح تحرى قول أو فعل فيه صلاح صاحبه فهو صفة للتائب فانه ينصح نفسه بالتوبة وصف به التوبة مجازا مبالغة أو بالغة فى النصاحة بمعنى الخياطة فان التوبة تنصح ما افترق من الدين والتقوى بالذنب أو النصح بمعنى الإخلاص يقال عسل ناصح إذا خلص والمعنى توبة خالصة من الريا والسمعة وقرأ أبو بكر بضم النون فهو مصدر بمعنى النصح كالشكر والشكور أو النصاحة كالثبات والثبوت تقديره ذات نصوح أو تنصح نصوحا أو توبوا نصوحا لانفسكم قال البغوي قال عمر وابى معاذ التوبة النصوح ان يتوب ثم لا يعود إلى الذنب كما لا يعود اللبن إلى الضرع وقال الحسن هى ان يكون العبد نادما على ما مضى مجمعا على ان لا يعود وقال الكلبي هى ان يستغفر باللسان ويندم بالقلب ويمسك بالبدن وقال القرظي يجمع اربعة أشياء الاستغفار باللسان والإقلاع بالأبدان وإضمار ترك العود بالجنان ومهاجرة سئ الاخوان وقال البيضاوي سئل على رض عن التوبة فقال يجمعها ستة أشياء على الماضي من الذنوب الندم وللفرائض الاعادة ورد المظالم واستحلال الخصوم وان تعزم على ان لا تعود وان تزكى نفسك على طاعة اللّه كما رايتها فى المعصية عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ذكر بصيغة الاطماع اشعارا بانه تفضل والتوبة غير موجبة إذ لا يجب على اللّه شىء وان العبد لا بد من ان يكون بين خوف ورجاء أخرج أبو نعيم عن على رض قال قال رسول اللّه ـ ﷺ ـ ان اللّه تبارك وتعالى اوحى إلى نبى من أنبياء بنى إسرائيل قل لاهل طاعتى من أمتك ان لا يتكلوا على أعمالهم نانى لا اناصب عبد الحساب يوم القيامة لا أشاء ان أعذبه إلا عذبته وقل لاهل معصيتى من أمتك لا تلقوا بايديهم فانى اغفر
الذنوب العظيمة ولا أبالي وأخرج البزاز عن أنس عن النبي ـ ﷺ ـ يخرج لابن آدم يوم القيامة ثلثة دواوين ديوان فيه العمل الصالح وديوان فيه ذنوبه وديوان فيه النعم من اللّه تعالى يقول اللّه لاصغر نعمة فى ديوان النعم خذى منك من العمل الصالح فتستوعب له


الصفحة التالية
Icon