ج ١٠، ص : ٣٥
عن ابن عباس قال فى هذه الآية لعنت اللّه فلم يعرف حتى قيل زنيم فعرف وكان له زنمة فى عنقه يعرف بها وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال نزل على النبي ـ ﷺ ـ ولا قطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم فلم نعرفه حتى نزل عليه بعد ذلك زنيم فعرفناه كان له زنمة كزنمة الشاة وقال سعيد بن جبير عن ابن عباس انه قال يعرف بالشر كما يعرف الشاة بزنمتها قلت ولعله لما كان هذه الصفة اعنى كونه زنيما ادنى فى القبح من الرذائل المقدمة ذكره بقوله بعد ذلك زنيم واللّه تعالى أعلم عن الحارث بن وهب الخزاعي قال قال رسول اللّه ـ ﷺ ـ الا أخبركم بأهل الجنة كل ضعيف لو يقسم على اللّه لابره الا أخبركم باهل النار كل عتل جواظ متكبر رواه البغوي وروى أبو داود والطبراني عن الدرداء نحوه.
أَنْ كانَ ذا مالٍ وَبَنِينَ قرأ أبو جعفر وابن عامر وحمزة وأبو بكر ويعقوب ان كان بهمزتين أحدهما للاستفهام ثم حمزة وأبو بكر يخففان الهمزتين بلا مد وبمد الهمزتين الاولى أبو جعفر وابن عامر ويعقوب ويلينون الثانية وقرأ الآخرون بهمزة واحدة بلا استفهام وتقديره لأن كان متعلق بالنهى فى لا تطع فالمعنى على تقدير عدم الاستفهام لا يكن منك إطاعة من كان هذا شانه لكونه ذا مال وبنين كما ان عادة الناس إطاعة اصحاب المال والثروة وعلى تقدير الاستفهام أتطيعه لكونه ذا مال وبنين فالاستفهام للانكار أو متعلق بمدلول جملة بعده أى كفر وكذب القرآن لاجل الغنى تكبرا وبطرا والمعنى كان الغنى موجبا للشكر فكفر على عكس ما ينبغى.
إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ أى شىء كتبوه كذبا من قصص الأولين فى القاموس الأساطير الأحاديث لا نظام لها إذا متعلق بقال أى قال ذلك ح.
سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ على الالف كأنَّه شبهه بالفيل والخنزير وانفه بالخرطوم جملة مستأنفة بالوعيد والتهديد قال الفراء المراد به الوجه فان بعض الشيء يعبر به عن الكل وقال أبو العاليه ومجاهد يسود وجهه فيجعل له علما فى الاخرة يعرف به وهو سواد الوجه وقال ابن عباس سخطه بالسيف وفعل ذلك يوم البدر.
إِنَّا بَلَوْناهُمْ يعنى أهل مكة بالقحط والجوع لما دعى رسول اللّه ـ ﷺ ـ عليهم وقال اللهم اجعل عليهم سنين كسنى يوسف حتى أكلوا العظام والجيف جملة مستانفة فى جواب سوال مقدر أى ما فعل لهم حين كذبوا النبي ـ ﷺ ـ وقالوا مجنون كَما بَلَوْنا أَصْحابَ الْجَنَّةِ صفة مصدر محذوف