ج ١، ص : ٤
فيه صليت مع النبي صلى اللّه عليه وسلم وابى بكر وعمر وعثمان ولم يسمع منهم أحد يقولها - وذهب قراء مكة والكوفة واكثر فقهاء الحجاز إلى انها من الفاتحة دون غيرها من السور وانما كتبت عليها للفصل لما روى الحاكم وقال اسناده صحيح عن سعيد بن جبير في تفسير قوله تعالى وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ قال هى أم القرآن وقال بسم اللّه الرّحمن الرّحيم الآية السابعة قراها علىّ ابن عباس كما قراتها ثم قال بسم الرحمن الرحيم الآية السابعة ولما روى الترمذي عن ابن عباس قال كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يفتتح صلاته ببسم اللّه الرحمن الرحيم - قلت في الحديث الأول قول ابن عباس بسم اللّه الرحمن الرحيم الآية السابعة ظن « ١ » منه ليس بمرفوع وما رواه الترمذي ليس اسناده بقوى - وذهب جماعة إلى انها من الفاتحة وكذا من كل سورة الا سورة التوبة وهو قول الثوري وابن المبارك والشافعي لانها كتبت فى المصحف بخط « ٢ » سائر القرآن - قلت وهذا يدل على انها من القرآن لا من السورة كيف وقد صح عنه صلى اللّه عليه وسلم انه قال سورة من القرآن ثلاثون اية في سورة الملك - وسنذكر هناك ان شاء اللّه تعالى - ولا يختلف العادون انه ثلاثون اية من غير بسملة.
الْحَمْدُ هو الثناء باللسان على الجميل الاختياري نعمة كان أو غيرها فهو أعم من الشكر فى المتعلق فان الشكر يخص النعمة وأخص منه في المورد فان الشكر من اللسان والقلب والجوارح ولذا قال عليه السلام الحمد رأس الشكر ما شكر اللّه عبد لا يحمده - رواه عبد الرزاق عن قتادة عن عبد اللّه بن عمرو - والمدح أعم من الحمد مطلقا لأنه على مطلق الجميل - والتعريف للجنس اشارة إلى ما يعرفه كل أحد - أو للاستغراق إذ الحمد كله له تعالى وهو خالق افعال العباد وَما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وفيه دليل على انه تعالى حىّ قادر مريد عالم حتى يستحق الحمد لِلَّهِ اللام للاختصاص يقال الدار لزيد - والجملة الخبرية الاسمية دالة على استمرار الاستحقاق قصد بها الثناء بمضمونها وفيه تعليم وتقديره قولوا الحمد للّه حتى يناسب قوله إِيَّاكَ نَعْبُدُ رَبِّ الْعالَمِينَ (٢) الرّبّ بمعنى المالك يقال رب الدار لمالكه ويكون بمعنى التربية وهو التبليغ إلى الكمال تدريجا وصف به كالصوم والعدل ولا يقال على غيره تعالى الا مقيدا كرب الدار وفيه دليل على ان العالم محتاج في البقاء أيضا - والعلمين جمع
_________
(١) كون الآيات توقيفية لا مجال للعقل فيها امر مقرر عندهم فكيف يظن بابن عباس هذا الظن مع ان للموقوف حكم المرفوع فى أمثال ذلك - قلت المسألة إذا كانت روايات الصحابة فيها مختلفة لا يجوز هناك ان يقال للموقوف حكم المرفوع كذا في اصول القوم الطريق في أمثال ذلك ذكر الروايات - منه نور اللّه مرقده.
(٢) أى كتبت على كل سورة اولا بخط سائرها فهو يدل على انها جزؤ من كل سورة - منه رحمه اللّه


الصفحة التالية
Icon