ج ١٠، ص : ٥٦
عن أبى هريرة مرفوعا وأخرج أحمد والترمذي وحسنه والبيهقي عن ابن عمر قال قال رسول اللّه ـ ﷺ ـ لو ان رصاصه هذه وأشار إلى مثل الجمجمة أرسلت من السماء إلى الأرض وهى مسيرة خمسمائة سنة لبلغت الأرض قبل الليل ولو أرسلت من راس السلسلة لسارت أربعين خريفا الليل والنهار قبل ان يبلغ أصلها أو قعرها وأخرج ابن المبارك عن كعب قال ان حلقة من السلسلة مثل جميع حديد الدنيا وأخرج أبو نعيم عن محمد بن المنكدر قال لو جمع حديد الدنيا كله ما خلى وما بقي ما عد لى حلقة من حلق جهنم.
إِنَّهُ كانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ استيناف لبيان سبب ذلك العذاب وذكر العظيم للاشعار بانه تعالى هو المستحق للعظمة فمن تعظم غيره استوجب العذاب عن أبى هريرة قال قال رسول اللّه ـ ﷺ ـ يقول اللّه تعالى الكبرياء ردائى والعظمة إزاري فمن نازعنى واحدا منهما أدخلته النار رواه مسلم.
وَلا يَحُضُّ عَلى طَعام ِ الْمِسْكِينِ
اى لا يحث على إطعامه فضلا ان يبذل من ماله ويجوز ان يكون ذكر الحض للاشعار بان تارك الحض بهذه المنزلة فكيف تارك الفعل وفيه دليل على ان الكفار يعذبون على فروع الأعمال أيضا ولعل تخصيص الامرين بالذكر لأن أقبح القبائح الكفر باللّه واشنع الشنائع البخل وقسوة القلب.
فَلَيْسَ لَهُ الفاء للسببية الْيَوْمَ هاهُنا ظرفان للظرف المستقر - حَمِيمٌ قريب يحمه.
وَلا طَعامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ مستتنى مفرغ صفة للطعام ولا زائدة والقصر إضافي والغسلين غسالة أهل النار صديدهم فعلين من الغسل كذا أخرج ابن أبى حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس قال الغسلين صديد أهل النار وقال الضحاك والربيع شجر يأكله أهل النار وكذا أخرج ابن أبى حاتم عن طريق مجاهد عن ابن عباس قال ما أدرى ما الغسلين ولكنى أظنه الزقوم.
لا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخاطِؤُنَ مستثنى مفرغ فى محل الفاعل والجملة صفة لغسلين أى اصحاب الخطايا من خطى الرجل إذا تعمد الذنب لا من الخطاء ضد الصواب.
فَلا أُقْسِمُ لظهور الأمر واستغنائه عن التحقيق بالقسم أو يقال لا زائدة ومعناه اقسم أو المعنى فلا أى فليس كما يقول الكفار من ان محمدا ـ ﷺ ـ تقول القرآن على اللّه تعالى من نفسه وهو شاعر أو كاهن ولا بعث ولا نشور اقسم بِما تُبْصِرُونَ بالبصر أو البصيرة من المظاهر والمعالي لصفات اللّه تعالى سبحانه.
وَما لا تُبْصِرُونَ