ج ١٠، ص : ٥٨
من بيانية لاخذ ظرف مستقر حال منه مِنْ أَحَدٍ اسم ما ومن زائدة عَنْهُ أى عن القتل أو المقتول المفترى متعلق لما بعده حاجِزِينَ جزما وحمله على أحد لعمومه معنى وجملة فما منكم معطوف على جزاء الشرط أى لاخذنا والشرطية معترضة بين المعطوف عليه وهو انه لقول رسول كريم والمعطوف اعنى.
وَإِنَّهُ أى القرآن لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ لانهم هم المنتفعون - (فائدة) - ومقتضى هذه الآية قاله المجدد ان تلاوة القرآن سبب للترقى بعد فناء النفس وزوال العين والأثر فان التقوى لا يتصور الا بعد الفناء وكون القرآن تذكرة مختص بالمتقي يدل عليه لام التخصيص واما قبل الفناء فالتلاوة داخل فى عمل الأبرار دون المقربين المتقين عن رذائل النفس.
وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ فنجازيهم على تكذيبهم وعدم تذكرهم به.
وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ أى سبب للحسرة عَلَى الْكافِرِينَ حين يرون ثواب المؤمنين المتذكرين به.
وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ اليقين ازاحة الشك كذا فى القاموس وفى الصحاح اليقين من صفة العلم فوق المعرفة وحمله على القرآن من قبيل زيد عدل أى متيقن كمال اليقين كأنَّه نفس اليقين يعنى ان القرآن لوضوحه وسطوع برهانه بحيث يتيقن به العاقل ولا يرتاب فيه والحق ضد الباطل قال صاحب البحر يعنى انه اليقين الحق لا اليقين الباطل الذي هو الجهل المركب فهو اضافة صفة إلى موصوفه بالتجريد على طريقة جرد قطيفة فان قيل المراد باليقين هاهنا ما يجب ان يكون متيقنا للعاقل لوضوح امره وسطوع برهانه فاليقين بهذا المعنى هو الحق لا ما يعم اليقين الباطل الذي هو الجهل المركب فلا فائدة فى اضافة الحق إليه قلنا نعم لكن أضيف الحق إليه للتاكيد وزيادة التوضيح وقال البغوي إلى نفسه لاختلاف اللفظين.
فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ع أى فسبح اللّه بذكر اسمه العظيم تنزيها له عن الرضا بالتقول عليه وعن كل ما لا يليق به وشكرا له على ما اوحى إليك قيل معناه فصل بذكر ربك وامره وقيل الباء زائدة ولفظ الاسم مقحم ومعناه فسبح ربك العظيم عن عقبة بن عامر الجهني قال لما نزلت على رسول اللّه ـ ﷺ ـ فسبح باسم ربك العظيم قال اجعلوها فى ركوعكم فلما نزلت سبح اسم ربك الأعلى قال رسول اللّه ـ ﷺ ـ اجعلوها فى سجودكم رواه أبو داود وابن ماجه والدارمي وعن حذيفة انه صلى مع النبي صلى اللّه عليه وسلم كان يقول فى ركوعه