ج ١٠، ص : ٧٢
وحق العباد على اللّه ان لا يعذب من لا يشرك به شيئا فقلت يا رسول اللّه أفلا ابشر به الناس قال لا تبشرهم فيتكلوا متفق عليه
وعن
انس هذه القصة نحوه وفيه فاخبر بها معاذ عند موته تأثما متفق عليه مِنْ ذُنُوبِكُمْ من زائدة أو للتبعيض أى بعض ذنوبكم يعنى ما هو حق اللّه تعالى وَيُؤَخِّرْكُمْ أى يعافيكم فلا يعاقبكم إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ط هو أقصى ما قدر لكم بشرط الايمان والطاعة مسئله اعلم ان القضاء على نوعين قضاء مبرم ومعلق فالمعلق ما كتب فى اللوح المحفوظ ان فلانا ان أطاع اللّه تعالى عوفى إلى مدة كذا مثلا وان عصى اللّه يرسل عليه الطوفان مثلا أو غير ذلك وهذا النوع من القضاء يجوز تبديله بفقدان الشرط وهو معنى قوله تعالى يمحو اللّه ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب وعن سلمان الفارسي قال قال رسول اللّه ـ ﷺ ـ لا يرد القضاء الا الدعاء ولا يزيد فى العمر الا البر رواه الترمذي والمبرم وهو المراد بقوله تعالى لا تبديل لكلمات اللّه إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ أى الاجل الذي قدره اللّه تعالى إِذا جاءَ على الوجه المقدر به لا يُؤَخَّرُ فاما المبرم فلا يوخر قط اما المعلق فلا يوخران جاء على ما علق به فبادروا بالطاعات فى اوقات الامهال والتأخير قبل الاجل المبرم ولا ترتكبوا المعاصي الموجبة للتعذيب المفضية إلى الاجل المعلق فان قيل مذهب أهل السنة ان الاجل واحد لا يزيد ولا ينقص حتى قالوا المقتول ميت بأجله وما ورد فى الحديث لا يزيد فى العمر الا البر تأويله عندهم ان البر يزيد بركات العمر بكثرة الثواب وما ذكرت يشبه مذهب المعتزلة قلنا ليس كذلك بل المعتزلة ينكرون القدر ويجعلون القاتلون خالقا لموت المقتول ما ذكرت هو مذهب أهل السنة فان معنى قولهم الاجل واحد لا يزيد ولا ينقص هو الاجل الثابت بالقضاء المبرم لا تبديل فيه لا يستقدمون ساعة ولا يستاخرون والمقتول ميت بأجله المبرم وان كان التعليق فى اللوح المحفوظ انه ان قتله فلان مات والا لم يمت لكنه المبرم فى القضاء انه يقتله فلان ألبتة وانه يموت فى ذلك الوقت بقتله ألبتة ولا يوجد شرط
بقاءه بعد ذلك الوقت ألبتة فح لا حاجة إلى تاويل الحديث عن أبى حزامة عن أبيه قال قلت يا رسول اللّه ـ ﷺ ـ ارايت رقى نسترقيها ودواء نتداوى بها وتقاة نتقيها هل ترد من قدر اللّه شيئا قال هى من قدر اللّه رواه أحمد والترمذي وابن ماجة يعنى ان اللّه تعالى قدر انه يتداوى فيحصل له الشفاء بالدواء لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ يعنى لو كنتم من أهل العلم