ج ١٠، ص : ٧٩
سورة الجن
مكيّة وهى ثمان وعشرون اية

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ النفر من الثلاثة إلى العشرة فقيل كانوا تسعة من جن نصيبين وقيل كانوا سبعة والجن أجسام ذات أرواح كالحيوان عاقلة كالانسان خفية عن أعين الناس ولذا سميت جنا خلقت من النار كما خلق آدم من طين قال اللّه تعالى والجان خلقناه من قبل من نار السموم تتصف بالذكورة والأنوثة وتتوالد والظاهر ان الشياطين قسم منهم بخلاف الملائكة فانهم لا يتصفون بالذكورة ولا بالانوثة ووجود الجن والشياطين والملائكة ثابت بالشرع وأنكره الفلاسفة وليست العقول العشرة التي اخترعها الفلاسفة من الملائكة من شى حيث يزعمونها مجردات بخلاف الملائكة فانها أجسام ذات أرواح واللّه تعالى أعلم وسوق هذا الكلام يقتضى ان النبي ـ ﷺ ـ لم ير الجن وانما اتفق حضورهم فى بعض اوقات قراءته فاستمعوها فقص اللّه ذلك على رسوله فيما اوحى إليه أخرج الشيخان والترمذي وغيرهم عن ابن عباس رض قال ما قرأ رسول اللّه ـ ﷺ ـ على الجن ولا رايهم ولكنه انطلق مع طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء وأرسلت عليهم الشهب فقالوا ما هذا الا بشى قد حدث فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها فانظروا هذا الذي حدث فانطلقوا فانصرف النفر الذين توجهوا نحو تهامه لى رسول اللّه ـ ﷺ ـ وهو بنخلة يصلى بأصحابه صلوة الفجر فلما سمعوا القرآن استمعوا له فقالوا هذا واللّه الذي حال بينكم وبين خبر السماء فهنالك رجعوا إلى قومهم فقالوا يا قومنا انا سمعنا قرانا عجبا إلخ فانزل اللّه تعالى على نبيه قل اوحى إلى قول الجن وقال اكثر المفسرين لما مات أبو طالب خرج رسول اللّه ـ ﷺ ـ وحده إلى الطائف يلتمس من ثقيف النصر والمنعة له من قومه فروى محمد بن اسحق عن يزيد بن زياد عن محمد للقرظى انه قال لما انتهى رسول اللّه ـ ﷺ ـ إلى الطائف عمد إلى نفر من ثقيف وهم يومئذ سادت ثقيف واشرافهم وهم اخوة
ثلثة عبد يا ليل ومسعود وحبيب بنو عمير وعند أحدهم امرأة من قريش


الصفحة التالية
Icon