ج ١٠، ص : ٨٣
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وشعبة بكسر الهمزة عطفا على مقولة قالوا يعنى انا سمعنا وهكذا فى أحد عشر موضعا غيره إلى قوله وانا منا المسلمون وهذا ظاهر غير ان فى قوله تعالى وانه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن الآية التفات من المتكلم إلى الغيبة وفى قوله تعالى وانهم ظنوا كما ظننتم التفات من الغيبة إلى الخطاب وقرأ أبو جعفر وانه وانهم فى ثلثة مواضع بالفتح على انه استمع نفر بمعنى لوحى إلى انه تعالى جد ربنا واوحى إلى انه كان واوحى إلى انهم ظنوا وفى تسعة مواضع الباقية بالكسر لما ذكرنا وقرأ ابن عامر وحفص وحمزة والكسائي بفتح الهمزة فى المواضع كلها قال المفسرون فى توجيه هذه القراءات انه معطوف على انه استمع يعنى اوحى إلى انه تعالى جد ربنا وهذا لا يستقيم الا إلى الثلاثة الذي قرأها أبو جعفر بالفتح دون البواقي وقيل انه معطوف على حمل الجار والمجرور فى أمنا به يعنى صدقنا انه تعالى جد ربنا وهذا أيضا لا يستقيم الا فى بعض المواضع كما هو الظاهر ولو لا هذه القراءة فى المتواترات لما احتجنا إلى تكلفات فى توجيهها لكنها من المتواترات فوجب ارتكاب التكلفات واللّه تعالى أعلم تَعالى جَدُّ رَبِّنا الجملة خبر لأن والعائد وضع المظهر موضع المضمر على تقدير كون الضمير عائدا إلى تقديره انه تعالى جده فوضع المظهر موضع الضمير للتصريح على الربوبية فان الربوبية تقتضى ان يكون عظمته وشانه أعلى وارفع عن شان المربوبين ومعنى جد ربنا جلاله وعظمته كذا قال مجاهد وعكرمة وقتادة ومنه قول أنس كان الرجل إذا قرأ بقرة وال عمران - جد فينا أى عظم قدره وقال السدى جد ربنا امر ربنا وقال الحسن غنا ربنا وقال ابن عباس قدرة ربنا وقال الضحاك فعله وقال القرطبي آلاؤه ونعمائه على خلقه وقال الأخفش ملك ربنا مَا اتَّخَذَ صاحِبَةً وَلا وَلَداً خبر بعد خبر لأن كأنَّه تأكيد وبيان للجزاء الأول يعنى تعالى
جلاله عن اتخاذ الصاحبة والولد كما هو شان المربوبين كانهم سمعوا من القرآن ما ينههم على خطاء ما اعتقدوه من الشرك فى العبادة ونسبة الصاحبة والولد إليه تعالى.
وَأَنَّهُ كانَ يَقُولُ سَفِيهُنا جاهلنا قال قتادة ومجاهد هو إبليس وقيل المراد به مردة الجن عَلَى اللَّهِ شَطَطاً أى قولا ذا شطط وهو ابعد أى قولا بعيدا عن شانه والجور فى الحكم أو التجاوز عن الحد فى القاموس شط عليه فى حكم جار فى سلعته جاوز القدر والحد وتباعد عن الحق أى كان يقول على اللّه تعالى ويحكم بالجور والتباعد عن الحق وهو نسبة الصاحبة والولد إليه تعالى.
وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ