ج ١٠، ص : ٩٤
فى جواب ما أقول فى وقت اشتياق الجن إلى رويتى ولقائى فان ازدحامهم عليه دليل على زعمهم بان النبي صلى اللّه عليه وسلم يملك لهم ضرا ورشدا أو الجملة الثانية تأكيد لمضمون السابقة على عجز النبي صلى اللّه عليه وسلم وأخرج ابن جرير عن حضرمى انه ذكر له ان جنيا من الجن من اشرافهم إذا تبع قال انما يريد محمد ان نجيره وانا أجيره فانزل اللّه تعالى قل لن يجيرنى الآية.
إِلَّا بَلاغاً كائنا مِنَ اللَّهِ وَرِسالاتِهِ عطف على بلغا والاستثناء اما من قوله لا املك فان التبليغ ارشاد وإنفاع وما بينهما اعتراض موكد لنفى الاستطاعة فلا يلزم الفصل بأجنبي يعنى لا املك لكم من رفع الضرر أو إيصال الرشد الا التبليغ والرسالة فانى أملكه واما من قوله أحد أو ملتحدا على سبيل التنازع واعمال الثاني يعنى لا يجيرنى من اللّه أحد من دونه ملتحدا الا التبليغ والرسالة فان التبليغ والرسالة فريضة على من اللّه تعالى يجيرنى من عذاب اللّه ويعذبنى اللّه ان لم افعل كذلك قال الحسن ومقاتل قيل المعنى لا املك لكم خيرا ولا شرا ولا رشدا ولكن بلاغا من اللّه ورسالة ثابت وقيل الا مركب من ان الشرطية ولا النافية وجزاء الشرط محذوف اكتفاء بما مضى يعنى ان لا أبلغكم بلاغا كائنا من اللّه ورسالاته لن يجيرنى من اللّه أحد وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فى الأمر بالتوحيد ولم يؤمن به فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً أفرد ضمير يعص اللّه وضمير له نظرا إلى لفظة من وجمع ضمير خالدين نظرا إلى معناه وجملة ومن يعص اللّه معطوفة على مقدر يعنى ملك لكم بلاغا من اللّه ورسالاته فمن يطع اللّه ورسوله فاولئك تحروا رشدا ومن يعص اللّه ورسوله الآية حتى إذا رأوا أى الكفار غاية لقوله تعالى يكونون عليه لبدا ان كان المراد به اجتماع الكفار لابطال امر النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم والا فهو غاية لمحذوف دل عليه الحال من استضعاف الكفار له وعصيانهم له كأنَّه قيل لا يزالون يعصونه ويستضعفونه.
حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ اما العذاب فى الدنيا كوقعة بدر واما الساعة ساعة الموت فان من مات فقد قامت له القيامة المشتملة على جهنم والساعة أدهى وامر فَسَيَعْلَمُونَ حين حلوله بهم مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً أهم أم النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم جملة استفهامية قائمة مقام المفعولين لقوله تعالى فسيعلمون فقال بعض الكفار متى هذا الوعد فنزل.
قُلْ يا محمد إِنْ أَدْرِي لا أدرى أَقَرِيبٌ خبر مبتداء بعده أو مبتداء من القسم الثاني


الصفحة التالية
Icon