ج ١٠، ص : ٩٦
أرسلهم إلى الناس لتبليغ الاحكام وتخصيص لفظ الرسول بمن أرسله اللّه بشريعة جديدة وكتاب اصطلاح وقيل بل يشتمل الأولياء أيضا بعموم المجاز قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم العلماء ورثة الأنبياء رواه أحمد والترمذي وأبو داود وابن ماجة والدارمي فى حديث عن كثير بن قيس وابن البخاري عن أنس وابن عدى عن على بلفظ العلماء مصابيح الأرض وخلفاء الأنبياء أو ورثتى وورثة الأنبياء وابن عقيل عن أنس بلفظ العلماء أمناء الرسل ما لم يخالطوا السلطان ويداخلوا الدنيا الحديث وقال أهل السنة والجماعة كرامات الأولياء معجزة لنبيهم قال اللّه تعالى وما أرسلنا من رسول الا بلسان قومه وقد بعث اللّه تعالى خاتم النبيين إلى كافة فاعتبر أهل السنة اتباعه صلى اللّه عليه وسلم من العلماء والأولياء لسانا له صلى اللّه عليه وسلم حتى يستقيم الحصر واستغراق الاضافة فى لسان قومه فعلى تقدير شمول لفظ الرسول للاولياء لا يلزم نقص بحصول علم الغيب لهم على وجه الكرامة وعلى تقدير عدم شموله نقول المراد بالعلم العلم القطعي والعلم الحاصل للاولياء بالإلهام وغيره ظنى ليس بقطعى ومن ثم قالت الصوفية العلية انه لا بد من عرض العلوم الحاصلة للصوفية على الكتاب والسنة فان طابقت قبلت إذ المطابق للقطعى قطعى وان خالفت ردت قالوا كل حقيقة ردته الشرع فهو زندقة وان كانت الشريعة عنها ساكنة قبلت مع احتمال الخطاء فاندفع ما قال صاحب الكشاف بناء على اعتزاله ان فى هذه الآية ابطال الكرامات لأن الذين يضاف إليهم الكرامات وان كانوا اولياء مرتضين فليسوا الرسل إلخ وكفى التكذيب أهل الهواء قوله تعالى وأوحينا إلى أم موسى ان أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه فى اليم ولا تخافي ولا تحزنى انا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين - وقوله تعالى وإذا وحيت إلى الحواريين ان أمنوا بي وبرسولى وقوله تعالى وناديها من تحتها ان لا تحزنى قد جعل ربك
تحتك سريا وهزى إليك بجزع النخلة تساقط عليك رطبا جنيّا فكلى واشربى وقرى عينا فاما ترين من البشر أحدا فقولى انى نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيّا - فان أم موسى وأم عيسى والحواريين لم يكونوا أنبياء واعلم ان ما ذكرت لك ان العلم الحاصل للاولياء ظنى - المراد به العلم الحاصل علما حصوليا وذلك قد يكون بالإلهام بتوسط الملك وبغير توسطه وقد يكون بكشف الحجب كما ذكرنا فى حديث عمر يا سارية الجبل ومن هذا القبيل ما قيل انه قد ينكشف على بعض الأولياء فى بعض الأحيان اللوح المحفوظ


الصفحة التالية
Icon