ج ١٠، ص : ١٠٤
كان مختصا بالنبي صلى اللّه عليه وآله وسلم بدليل قوله تعالى ان ربك يعلم انك تقوم ادنى من ثلثى الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك فان كلمة من للتبعيض صريح فى ان الصحابة بعضهم كانوا يقومون دون بعض فان قيل لو كان وجوبه مختصا بالنبي صلى اللّه عليه وسلم فكيف يصح تعليل التخفيف لقوله تعالى علم ان سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون فى الأرض يبتغون من فضل اللّه وآخرون يقتلون فى سبيل اللّه فان هذه الآية تقتضى رعاية حال الامة وضعفهم قلنا خفف اللّه سبحانه عن النبي صلى اللّه عليه وسلم لرعاية ضعف الامة واعذارهم لأن الناس بما واظب عليه النبي صلى اللّه عليه وسلم مسنون للامة مطلوب الإتيان منهم من غير إيجاب بل بحيث يلام تاركه قال اللّه تعالى ولكم فى رسول اللّه أسوة حسنة لمن كان يؤمن باللّه واليوم الاخر وما قيل ان المسنون ما واظب عليه النبي صلى اللّه عليه وسلم على سبيل التطوع احترازا عن صوم الوصال ونحوه فليس بشئ لأن الأصل التأسي والاقتداء مطلقا فلا يترك الا إذا كان ذلك الأمر ممنوعا محرما أو مكروها فى حق الامة كصوم الوصال ووصل النكاح فوق الاربعة وغير ذلك ولا وجه لتخصيص التأسي بما واظب النبي صلى اللّه عليه وسلم على سبيل التطوع وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ط عطف على قم الليل وما قيل الترتيل مندوب اجماعا فعطفه على القيام يقتضى كون الأمر بالقيام أيضا للندب فليس بشئ عن عبد اللّه بن عمر قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل فى الدنيا فان منزلتك عند اخر آية تقرءها رواه أحمد والترمذي وأبو داود والنسائي والترتيل عبارة عن إرسال الكلمة من الفم بسهولة واستقامة كذا فى الصراح وفى القاموس نحوه وعن ابن عباس معناه بينه بيانا وعن الحسن نحوه وقال مجاهد ترتيل فيه ترسلا عن قتادة قال سئل عن أنس رض كيف كانت قراءة النبي صلى اللّه
عليه وسلم فقال كانت مدا ثم قرأ بسم اللّه الرحمن الرحيم يمد ببسم اللّه ويمد بالرحمن يمد بالرحيم رواه البخاري قلت معنى قوله يمد ببسم اللّه ويمد بالرحمن ويمد بالرحيم انه يظهر فيه الالف من اللّه بعد اللام ومن الرحمن بعد الميم بقدر حركة واما مد الرحيم فيجوز فيه المد بقدر الحركتين واربع وست عند الوقف وفى الوصل لا يجوز الا بقدر حركة اجمع عليه القراء وعن أم سلمة انها سئل عن قراءة النبي صلى اللّه عليه وسلم فإذا هى
تنعت قراءة مفسرة حرفا حرفا رواه الترمذي وأبو داود والنسائي وعنهما قالت كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقطع قراءته يقول الحمد للّه رب العلمين ثم يقف ثم يقول الرحمن الرحيم ثم يقف رواه الترمذي قلت ويتضمن الترتيل تحسين الصوت بالقرآن عن أبى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ما اذن اللّه لشئ ما اذن لنبى يتغنى


الصفحة التالية
Icon