ج ١٠، ص : ١٠٩
لا يوافقها رجل مسلم يسأل اللّه فيها خيرا من امر الدنيا والاخرة الا أعطاه إياه وذلك رواه مسلم وعن عبد اللّه بن عمرو قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أحب الصلاة إلى اللّه صلوة داود وأحب الصيام إلى اللّه صيام داود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه ويصوم يوما ويفطر يوما متفق عليه وعن أبى امامة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عليكم بقيام الليل فانه داب الصالحين قبلكم وهو قربة لكم إلى ربكم ومكفر للسيات ومنهيات للاثم رواه الترمذي وعن أبى سعيد الخدري قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ثلثة يضحك اللّه عليهم الرجل إذا قام بالليل يصلى والقوم إذا صفوا فى الصلاة وإذا صفوا فى قتال العدو رواه البغوي فى شرح السنة وعن عمرو بن عيينة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم اقرب ما يكون الرب إلى العبد فى جوف الليل الاخر فان استطعت ان تكون ممن يذكر اللّه فى تلك الساعة فكن رواه الترمذي وقال الحسن صحيح وعن ابن عباس قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم اشرف أمتي حملة القرآن واصحاب الليل رواه البغوي فى الشعب.
وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ عطف على قم الليل والمراد به دوام الذكر ليلا ونهارا بحيث لا يطرق إليه النتور ولا يلحقه الذهول وذا لا يتصور باللسان فان كل ما كان باللسان والجوارح من التسبيح والتحميد والصلاة والقراءة ونحو ذلك يتطرق إليه فتور النية فليس هو الا ذكر القلب وهو حقيقة الذكر فان الذكر عبارة عن طرد الغفلة كما يقتضيه المقابلة فى قوله صلى اللّه عليه وسلم ذكر اللّه فى الغافلين بمنزلة الصابر فى الغارمين فكل صلوة وتسبيح وقراءة كان عن قلب لاه فلا يعتد به ويل للمصلين الذين هم عن صلوتهم ساهون وانما قلنا ان المراد دوام الذكر لأن العطف يقتضى المغايرة ومطلق الذكر يتضمنه قيام الليل وترتيل القرآن وحمل الكلام عليه اولى منه على التأكيد وقيل معناه ان قل بسم اللّه الرحمن الرحيم عند ابتداء تلاوة القرآن (مسئلة) اجمعوا على قراءة البسملة فى أول الفاتحة وأول كل سورة ابتدأ القاري القراءة بها ولم يصلها بما قبلها سنة واختلفوا فى التسمية بين السورتين فكان ابن كثير وقالون وعاصم يبسملون بين كل سورتين فى جميع القرآن ما خلا الأنفال وبراءة فانه لا خلاف فى ترك البسملة هناك والباقون لا يبسملون بين السور فاصحاب حمزة يصلون اخر كل سورة باول الاخرى والمختار من مذهب ورش وعن أبى عمرو وابن عامر السكتة من غير قطع واما عند الابتداء بما بين السورة فالقارى فيه مخير بين التسمية وتركها فى مذهب الجميع هذا فى القراءة خارج الصلاة واما إذا قرأه فى الصلاة


الصفحة التالية
Icon