ج ١٠، ص : ١١٢
كيف يشاء لا اله الا هو لا يتصور النفع ولا الضرر من أحد الا باذنه وإرادته فاتخذه وكيلا حسبك عن غيره ونعم الوكيل عن عمر بن الخطاب قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لو انكم تتوكلون على اللّه حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير فغدو خماصا وتروح بطانا رواه الترمذي وابن ماجة وقال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ان روح القدس نفث فى روعى ان نفسا لم تمت حتى تستكمل رزقها الا فاتقوا اللّه واجملوا فى الطلب رواه البغوي فى شرح السنة والبيهقي فى الشعب وعن أبى ذر عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال الزهادة فى الدنيا ليس بتحريم الحلال واضاعة المال ولكن الزهادة فى الدنيا ان لا يكون بما فى يديك أوثق مما فى يد اللّه وان تكون فى ثواب المصيبة إذا أنت أصبت بها ارغب فيها لو انها أبقيت لك رواه الترمذي قال الشيخ الاجل امامنا وقبلتنا يعقوب الكرخي رض ان من أول السورة إلى هذه الآية اشارة إلى مقامات السلوك من الخلوة بالليل والاشتغال بالقران وذكر الرحمن ونفى ما سواه والتوكل به ثم أشار إلى أعلى مقامات السلوك وهو ابصر على جفاء الأعداء فقال.
وَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ أى الكفار من الخرافات فانهم كانوا يقولون كاهن شاعر مجنون وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلًا بان تجانبهم ولا تكافئهم وتكل أمرهم إلى اللّه هذه الآية نسختها اية القتال.
وَذَرْنِي أى دعنى وَالْمُكَذِّبِينَ أى مع المكذبين فان الواو بمعنى مع ولا يجوز ان يكون للعطف والمعنى كل أمرهم إلى فان لى غنية عنك فى مجازاتهم ولا يحزنك أقوالهم أُولِي النَّعْمَةِ ارباب النعمة يريد صناديد قريش وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا زمانا قليلا أو امهالا قليلا إلى ان يموتوا أو يأتي امر اللّه بالقتال فيعذبهم اللّه بايديكم ويشف صدور قوم مومنين ويذهب غيظ قلوبهم قال مقاتل بن حسان نزلت فيمن هلكوا ببدر فلم يلبثوا الا يسيرا حتى قتلوا ببدر.
إِنَّ لَدَيْنا تعليل للامر أَنْكالًا النكل القيد الثقيل أخرج البيهقي عن الحسن قال الأنكال قيود من النار وَجَحِيماً وَطَعاماً ذا غُصَّةٍ غير مبالغة تأخذ بالحلق لا تنزل ولا تخرج أخرج ابن جرير وابن أبى الدنيا فى صفة النار والحاكم والبيهقي عن ابن عباس فى قوله تعالى وطعاما ذا غصة قال شجرة الزقوم وأخرج عبد اللّه بن أحمد عنه قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الضريع شىء يكون فى النار شبه الشوك امر من الصبر وأنتن من الجيفة وأشد حرا من النار إذا اطعم صاحبه لا يدخل البطن ولا يرفع إلى الفم فيبقى بين ذلك لا يسمن ولا يغنى من جوع وَعَذاباً أَلِيماً أخرج ابن أبى الدنيا عن حذيفة مرفوعا انها