ج ١٠، ص : ١٢٠
وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وانصتوا وقوله صلى اللّه عليه وسلم إذا قرئ فانصتوا رواه أبو داود والنسائي وابن ماجة من حديث أبى هريرة وسنذكر تفسير تلك الآية ان شاء اللّه تعالى (مسئلة :) هل يجب القراءة فى كل ركعة من فرض ونفل فقال الشافعي رض واحمد رض ومالك رض يجب فى كل ركعة مطلقا لأن الأمر بالقراءة كالامر بالركوع والسجود وغير انه فى رواية عن مالك ان ترك القراءة فى ركعة واحدة من الفرض الثلاثي والرباعي ينجر بسجود السهو وقال أبو حنيفة فى الوتر والنفل يجب فى كل ركعة ولا ينجر بالسجود فان كل شفعة منه صلوة واما فى الفرض فلا يجب الا فى الركعتين وكان القياس وجوبها فى ركعة واحدة لأن الأمر لا يقتضى التكرار ولكن قلنا القراءة وقدرها فلا يلتحقان بهما وهذا الكلام يتوقف على كون المراد بقوله تعالى فاقرؤا ما تيسر من القرآن فى القراءة فى الصلاة وذلك ممنوع وللجمهور حديث أبى هريرة قال دخل رجل المسجد فصلى والنبي صلى اللّه عليه وسلم فى المسجد ثم جاء إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم فسلم عليه فرد عليه السلام وقال ارجع فصل فانك لم تصل ففعل ذلك ثلث مرات فقال والذي بعثك بالحق نبيا ما احسن غير هذا فعلمنى فقال إذا قمت إلى الصلاة فكبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم ارفع حتى تعتدل قائما ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تطمئن جالسا وفى رواية ثم ارفع حتى تستوى قائما ثم افعل ذلك فى صلوتك كلها متفق عليه وحديث رفاعة الرزقي نحوه رواه أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وحديث أبى قتادة ان النبي صلى اللّه عليه وسلم كان يصلى فيقرأ فى الظهر والعصر فى الركعتين الأوليين بفاتحة الكتاب وسورتين وفى
الركعتين الأخريين بام القرآن وكان يطيل أول ركعة من صلوة الفجر وأول ركعة من صلوة الظهر متفق عليه و
هذا الحديث مع قوله صلى اللّه عليه وسلم صلوا كما رأيتمونى أصلي التحق بيانا بجمل الكتاب وحديث أبى الدرداء ان رجلا قال يا رسول اللّه أفي كل صلوة قران قال نعم فقال رجل من الأنصار وجبت هذه فان قيل هذه الأحاديث من الآحاد ولا يجوز به الزيادة على الكتاب أجيب بانه على تقدير تسليم هذه المسألة الاصولية نقول بان هذا الحكم انما هو إذا كان الكتاب قطعى الدلالة وقوله تعالى فاقرؤا ليس بل يحتمل وجوه التأويل وان القراءة المأمور بها فى الصلاة مجمل يجوز ان يلتحق أحاديث الآحاد بها بيانا واللّه تعالى أعلم عَلِمَ اللّه إِنَّ مخففة من المثقلة وضمير الشان محذوف سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى بدل اشتمال من قوله تعالى علم ان لن تحصوه وتكرار فاقرؤا للتاكيد وقيل استيناف لبيان حكمة اخرى مقتضية للتخفيف


الصفحة التالية
Icon