ج ١٠، ص : ١٢٨
ثُمَّ يَطْمَعُ يرجو أَنْ أَزِيدَ له مالا وولدا وتمهيدا.
كَلَّا ط ردع أى لا افعل ذلك لكفرانه قال البغوي قالوا فما زال الوليد بعد نزول هذه الآية فى نقصان ماله وولده حتى هلك إِنَّهُ كانَ لِآياتِنا عَنِيداً ط معاندا حيث أنكر وقال سحر يوثر تعليل للردع فان الكفران ومعاندة آيات النعم زوال النعمة وبمنع الزيادة.
سَأُرْهِقُهُ ساغشيه صَعُوداً عذابا شاقا يغلبه ويعلوا كل عذاب عن أبى سعيد الخدري عن النبي صلى اللّه عليه وسلم فى قوله تعالى سارهقه صعودا قال هو جبل فى النار من نار يكلف ان يصعده فإذا وضع يده ذابت فإذا رفعها عادت فإذا وضع رجليه ذابت فإذا رفعها عادت رواه البغوي عنه وعن عمر بن الخطاب ورواه أحمد والترمذي وابن حبان والحاكم وصححه عن أبى سعيد عن النبي صلى اللّه عليه وسلم انه جبل فى النار يصعد فيه سبعين خريفا ثم يهوى وهو كذلك فيه ابدا وقال الكلبي الصعود صخرة ملساء فى النار يكلف ان يصعدها لا يترك نفس فى صعوده بجذب سلاسل الحديد ويضرب من خلفه بمقامع من حديد فيصعدها فى أربعين عاما فإذا بلغ ذروتها أحد إلى أسفلها ثم يكلف ان يصعدها يجذب من امامه ويضرب من خلفه فذلك دابه ابدا.
إِنَّهُ فَكَّرَ فيما تخيل طعنا فى القرآن وَقَدَّرَ فى تفسير ما يقول هذه الجملة بيان لعناده وتعليل لما يستحقه من العذاب.
فَقُتِلَ لعن وقال الزهري عذب كَيْفَ قَدَّرَ تعجيب من تقدير استهزاء به وفيه انكار وتوبيخ وكيف حال من فاعل قدر والجملة تعليل لقوله قتل وجملة فقتل معترضة دعائية والفاء فيه للاعتراض.
ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ كرر للتاكيد وكلمة ثم للدلالة على ان الثانية ابلغ من الاولى.
ثُمَّ نَظَرَ عطف على فكر وقدر أى فكر وقدر ثم نظر فى أم القرآن متراخيا مرة بعد اخرى.
ثُمَّ عَبَسَ وجهه لما لم يجد فيه طعنا ولم يدر ما يقول أو نظر إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وعبس وجهه عداوة وَبَسَرَ بمعنى عبس وقهر تأكيد له.
ثُمَّ أَدْبَرَ عن الحق والايمان به أو الرسول صلى اللّه عليه وسلم وَاسْتَكْبَرَ عن اتباعه.
فَقالَ الفاء للدلالة على انه لما خطرت هذه الكلمة بباله تقولها من غير تلبث وتفكر إِنْ هذا أى القرآن إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ يروى عن غيره.
إِنْ هذا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ تأكيد للجملة الاولى ولذا لم يعطف.
سَأُصْلِيهِ سَقَرَ بدل اشتمال من سارهقه صعودا وسقر اسم من اسماء جهنم.
وَما أَدْراكَ ما سَقَرُ تفخيم لشانها وجملة ما سقر بتأويل المفرد


الصفحة التالية
Icon