ج ١٠، ص : ١٣٥
يُؤْتى صُحُفاً مُنَشَّرَةً
بل ابتدائية وليست للاعراض عن التوبيخ بل هو انتقال من شىء أى أمر أهم منه وقال المفسرون ان كفار قريش قالوا لرسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ليصبح عند راس كل رجل منا كتاب منشور من انك لرسوله تومر فيه باتباعك والمنشرة جمع منشورة.
كَلَّا ط ردع عن اقتراح الآيات بعد وضوح الأمر بَلْ لا يَخافُونَ الْآخِرَةَ فلذلك اعرضوا عن التذكرة واقترحوا الآيات قيل ابتدائية كما سبق وليس إضرابا عن الردع ويحتمل ان يكون إضرابا دل عليه السياق وتقديره انه لو أوتوا صحفا منشرة لا يومنون فان طلبهم ذلك ليس لأن يتضح الأمر عندهم بل الأمر عندهم واضح وليس ذلك الاقتراح الا لانهم لا يخافون الاخرة ووضوح الأمر لا يستلزم الخوف والخشية بل هو امر وهبى.
كَلَّا ردع وانكار على عدم الخوف وتأكيد للردع السابق أو هو بمعنى حقا إِنَّهُ أى القرآن تَذْكِرَةٌ ج يذكر اللّه سبحانه وتعالى بصفاته الجمالية والجلالية والرحمة والعذاب.
فَمَنْ شاءَ التذكر ذَكَرَهُ ط الفاء للسببية وتعليق الذكر بالمشية تخيبر لفظا وتوبيخ معنى.
وَما يَذْكُرُونَ قرأ نافع بالتاء على الخطاب والباقون بالياء على الغيبة فى وقت من الأوقات إِلَّا وقت أَنْ يَشاءَ اللَّهُ ط مشيتهم وذكرهم فيه تصريح بان افعال العباد بمشية اللّه وإرادته هُوَ أَهْلُ التَّقْوى حقيق بان يتقى عقابه بالتقوى عما نهى عنه وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ ع حقيق بأن يغفر عباده المؤمنين عن أنس ان رسول قال فى هذه الآية هو أهل التقوى قال ربكم عز وجل انا أهل ان اتقى الشرك ولا يشرك بي غيرى وانا أهل لمن اتقى ولا يشرك بي ان اغفر له رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجة والحاكم نحوه - واللّه تعالى أعلم تمت سورة المدثر.