ج ١٠، ص : ١٤٠
ثم تدل على جواز تأخير البيان عن وقت الخطاب لكن لا يجوز عن وقت الحاجة وجملة لا تحرك به لسانك معترضة على طريقة من يتكلم فطفق المخاطب يتكلم ويقطع كلامه فقال اسكت ولا تقطع الحديث انما لك حق التكلم بعد تمام الاستماع ثم عاد إلى ما كان يتكلم فيه فقال.
كَلَّا ردع على انكار البعث أو الفجور امامه أو على الغاء المعاذير الباطلة بَلْ تُحِبُّونَ الضمير راجع إلى الإنسان المذكور سابقا وجمع الضمير نظرا إلى المعنى لأن المراد به الجنس أو الذي الكلام فيه ومن فى معناه الْعاجِلَةَ يعنى الدنيا وشهواتها.
وَتَذَرُونَ أى الإنسان على ما مر هذا على قراءة ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر بالياء للغيبة فيهما وقرأ الكوفيون ونافع بالتاء على الخطاب فيهما على طريقه الالتفات من الغيبة إلى الخطاب الْآخِرَةَ ط وتعميمها يعنى انهم لا يعلمون ان اللّه تعالى لا يقدر على البعث والاعادة أو ان معاذيره ينفعهم بل يحبون العاجلة ويتبعون الشهوات الدنيا فاعمى الشهوات بأبصارهم وأعمه قلوبهم ويذرون الاخرة ثم ذكر احوال الاخرة فقال.
وُجُوهٌ مبتداء اما معترضة بتقدير الاضافة أى وجوه المؤمنين المقربين واما نكرة مخصصة بصفة مقدرة أى وجوه كثير أو وجوه منهم أى من جنس الإنسان الذي مر ذكره يَوْمَئِذٍ ظرف لما بعده يعنى يوم إذا كان ما سبق من برق البصر وغيره أو يوم إذا كانت الاخرة ناضِرَةٌ خبر ناعمة حسنة متهللة.
إِلى رَبِّها متعلق بما بعده ناظِرَةٌ ج بروية البصر بلا كيف ولا جهة ولا ثبوت مسافة ولا بقياس الغائب على الشاهد خبر ثان لوجوه وأخرج الآجري والبيهقي فى كتاب الروية من طريقين عن ابن عباس قال وجوه يومئذ ناضرة قال حسنة إلى ربها ناظرة نظرة إلى الخالق واخرجوا عن الحسن نحوه وعن ابن عمر قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ان ادنى أهل الجنة منزلة من ينظر ال جنانه وأزواجه ونعيمه وخدمه وسرره مسيرة الف سنة وأكرمهم على اللّه من ينظر إلى وجه غدوة وعشية ثم قرأ رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة رواه أحمد والترمذي والدار قطنى واللالكائى والآجري نحوه وفى لفظ الآجري ادنى أهل الجنة منزلة من ينظر فى ملكه مسيرة الفى عام يرى أقصاه كما يرى أدناه وفى الباب حديث أنس رواه البزار والطبراني والبيهقي وأبو يعلى بطوله وفيه يوم الجمعة يزداد فيها نظرا إلى وجهه تعالى ولذلك دعى يوم المزيد رواه البزار والاصفهانى عن نحوه وأخرج الآجري