ج ١٠، ص : ١٤٤
دائما قلنا إفادة الحصر ممنوع وتقديم الجار والمجرور لرعاية الفواصل ولعل الالتفات إلى النعيم فى حق ذلك البعض لا يزاحم الروية بل تكون نعيم الجنة فى حقه مثل الاجرام الزجاجية ابدا موبدة للروية وذلك الصوفي يجتمع له الرؤيتان روية الاحجاب وروية بتوسط النعيم ومع ذلك يرى النعيم ويلتذ به أيضا وان من هذا شانه فلان يشغله شان عن شأن واما غيره من أهل الجنة فالالتفات إلى نعيم الجنة يشغلهم عن الروية وبالعكس لضيق استعدادهم أو نقول معنى الحصر فى حق من له الروية واما ما روى من حديث جابر فهو حكاية عن حال عامة أهل الجنة لا يقال سلمنا ان التفاته للنعيم لا يشغله عن الروية فكيف يجوز له التوجه إلى النعيم مع حصول شرف الروية لما ذكرنا ان نعيم الجنة محابى اسماء اللّه تعالى فلا محذور فى الالتفات إليها مع الروية (فائدة) وقع فى بعض كلام الائمة ان روية اللّه خاصة لمؤمن البشر وان الملائكة لا يرونه ونص البيهقي على خلافه محتجا بحديث عبد اللّه بن عمرو ابن العاص قال خلق اللّه تعالى الملائكة بعبادته أصنافا وان منهم الملائكة قياما صافين من يوم خلقهم إلى يوم القيامة فإذا كان يوم القيامة تجلى لها تبارك وتعالى فنظروا إلى وجه الكريم وقالوا ما عبدناك حق عبادتك وأخرج نحوه من وجه اخر عن عدى بن ارطاف عن رجل من الصحابة وبما ذكرنا روية كل رجل على حسب مبدأ تعينه يظهر فضل الملائكة على عوام مومنى البشر لكون مبادى تعيناتهم فوق مبادى تعينات البشر كما حققه المجدد رضى اللّه عنه وبما ذكرنا ان روية الخواص البشر دائمة غير منقطعة يظهر فقيل خواص البشر أفضل على خواص الملائكة كما بين فى كتب العقائد.
وَوُجُوهٌ أى وجوه الكافرين أو وجوه كثيرة يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ كالحة عابسة شديد العبوس.
تَظُنُّ تستيقن أربابها خبر ثان أَنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ واهية عظيمة فقال الظهر قال ابن زيد هى دخول النار وقال الكلبي هى ان يحجب عن روية الرب عز وجل.
كَلَّا روع عن إيثار الدنيا على الاخرة كأنَّه قيل ارتدعوا عن ذلك واذكروا الموت الذي عنده ينقطع الدنيا وتقبل الاخرة مخلدة إِذا بَلَغَتِ النفس كناية عن غير مذكور دل عليه الكلام وإذا شرطية جزاءه إلى ربك يومئذ المساق أو ظرف متعلق بفعل دل عليه المساق أى يساقون إلى ربكم إذا بلغت التَّراقِيَ العظام المكتنفة لثغرة النحر عن يمين وشمال ويكنى ببلوغ النفس التراقى عن الاشراف على الموت.
وَقِيلَ مَنْ راقٍ


الصفحة التالية
Icon