ج ١٠، ص : ١٤٦
هو فعل من ال يول أمرك إلى الشرك وقيل هو اسم فعل بمعنى وليك ما تكرهه فى القاموس اولى لك تهدد ووعيد أى قاربك الهلاك فهو من الولي بمعنى القرب قال قتادة ذكر لنا ان النبي صلى اللّه عليه وسلم لما نزلت هذه الآية أخذ بمجامع ثوب أبى جهل بالبطحاء وقال له اولى لك فاولى ثم اولى لك فاولى فقال أبو جهل أتوعدني يا محمد واللّه لا تستطيع أنت وربك ان تفعلا بي شيئا والى لاغر من مشى بين جبلها فلما كان يوم بدر صرعه اللّه أشد مصرع وقتله أسوأ قتل وقال النبي ـ ﷺ ـ ان لكل أمة فرعونا وان فرعون هذه أبو جهل وأخرج ابن جرير من طريق العوفى عن ابن عباس قال لما نزلت عليها تسعة عشر قال أبو جهل للقريش ثكلتكم أمهاتكم يخبركم ابن أبى كبشة ان خزنة النار تسعة عشر وأنتم الدهم أيعجز كل عشرة منكم ان يبطشوا برجل من خزنته جهنم فأوحى اللّه تعالى إلى رسوله ان يأتي أبا جهل فيقول له اولى لك فأولى ثم اولى لك فاولى وأخرج النسائي عن سعيد بن جبير انه سال ابن عباس عن قوله اولى لك فاولى قاله رسول اللّه ـ ﷺ ـ من قبل نفسه أم امره اللّه به قال بل قاله من قبل نفسه ثم انزل اللّه.
أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً ط امال حمزة والكسائي مهملا لا يومر ولا ينهى ولا يبعث ولا يجازى حيث ينكر البعث فان انكار البعث يقتضى كونه مهملا مع ان الحكمة فى خلقه ليس الا التكليف قال اللّه تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون وقال قل لا يعبأ بكم ربى لولا دعاءكم وكيف ينكر الإنسان البعث ويستحيله.
أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى يصب فى الرحم قرأ حفص بالياء على التذكير راجعا إلى المنى والباقون بالتاء ردا إلى النطفة.
ثُمَّ كانَ الإنسان بعد كونه نطفة عَلَقَةً بعد أربعين يوما ثم مضغة كذلك ثم عظاما فكسبت لحما فَخَلَقَ اللّه تعالى إياه وإيانا بنفخ روحه فيه فَسَوَّى وعدل خلقه بلا نقصان.
فَجَعَلَ اللّه سبحانه مِنْهُ أى من المنى الذي صار علقة ثم مضغة ثم عظاما ولحما الزَّوْجَيْنِ الصنفين يجتمعان فى الرحم تارة وينفرد كل منهما عن الاخر اخرى الذَّكَرَ وَالْأُنْثى أَلَيْسَ ذلِكَ اللّه الذي يفعل ذلك ويوجد بلا سبق وجود بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى ع انكار جواز البعث مع مشاهدة ما هو اعجب منه يقتضى كمال الحمق أو العناد عن أبى هريرة قال قال رسول اللّه ـ ﷺ ـ من قرأ منكم بالتين فانتهى إلى آخرها أليس اللّه ما حكم الحكمين فليقل بلى وانا على ذلك من الشاهدين ومن قرأ لا اقسم بيوم القيمة فانتهى إلى أليس ذلك بقادر على ان يحيى الموتى فليقل بلى وانا على ذلك من الشاهدين ومن قرأ والمرسلات فبلغ فباى حديث بعده يومنون فليقل أمنا باللّه وعن موسى بن عائشة قال كان رجل يصلى فوق بيته فكان إذا قرأ أليس ذلك ويقدر على ان يحيى الموتى قال سبحانك بلى فسالوه عن ذلك فقال سمعته من رسول اللّه ـ ﷺ ـ روى الحديثين أبو داود.