ج ١٠، ص : ١٥٩
إذا رأيتهم لانتثارهم فى الخدمة ولو كانوا صفا شبهوا بالمنظوم والجملة الشرطية صفة ثانية للولدان أخرج ابن المبارك وهناد والبيهقي عن ابن عمر قال ان ادنى أهل الجنة من يسعى عليه الف خادم على عمل ليس معه صاحبه وتلى هذه الآية وأخرج ابن أبى الدنيا عن أنس قال قال رسول اللّه ـ ﷺ ـ ان أسفل أهل الجنة أجمعين درجة من يقوم على راسه عشرة آلاف خادم وأخرج ابن أبى الدنيا عن أبى هريرة ان ادنى أهل الجنة منزلا من يغدوا ويروح عليه خمسة آلاف خادم ليس منهم خادم الا ومعا ظرف ليس مع صاحبه واللّه تعالى أعلم أخرج ابن المنذر عن عكرمة قال دخل عمر بن الخطاب على النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم وهو راقد على حصير من جريد فاثر فى جنبه فبكى عمر فقال ما يبكيك قال ذكرت كسرى وملكه وهرمز وملكه وصاحب الحبشة وملكه وأنت رسول اللّه على حصير من جريد فقال رسول اللّه ـ ﷺ ـ اما ترضى ان لهم الدنيا ولنا الاخرة فأنزل اللّه تعالى.
وَإِذا رَأَيْتَ حذف مفعوله ونزل منزلة اللازم - ثَمَّ ظرف لرايت أى فى الجنة رَأَيْتَ نَعِيماً كثيرا وَمُلْكاً كَبِيراً الجملة الشرطية معترضة فى الجنة وقد مر فيما سبق عن ابن عمر مرفوعا ادنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى جناته وأزواجه وخدمه وسرره مسيرة الف سنة وفى رواية مسيرة الفى عام يرى أقصاه كما يرى أدناه وقيل « لك لا يزول ويسلم عليهم الملائكة ويستاذنهم فى الدخول ولهم فيها ما يشاؤن ويرون الرب الجليل.
عالِيَهُمْ قرأ نافع وحمزة بإسكان الياء على انه مبتداء وما بعده خبره من جملته حال من ضمير عليهم فى يطوف عليهم أو من المنصوب فى حسبتهم أو من ملكا كبيرا بحذف المضاف أى أهل ملك كبير والباقون بالنصب على انه ظرف مستقر بمعنى فوقهم خبر لما بعده أو حال مما ذكرنا وما بعده فاعل الظرف ثِيابُ سُندُسٍ بالاضافة مبتداء أو خبر أو فاعل لما قبله والسندس معرب ضرب من رقيق الديباج كذا فى القاموس خُضْرٌ اخضر قرأ نافع وحفص وأبو عمرو ابن عامر بالرفع على انه صفة ثياب والباقون بالجر على انه صفة سندس وَإِسْتَبْرَقٌ زاى الديباج الغلظ معرب استبره أو ديباج يعمل بالذهب أو ثياب حرير صفاق نحو الديباج كذا فى القاموس قرأ نافع وابن كثير وعاصم بالرفع عطفا على ثياب والباقون بالجر عطفا على سندس عن ابن عمر قال قال رجل يا رسول اللّه ـ ﷺ ـ أخبرنا عن ثياب أهل الجنة اخلق يخلق أم نسج ينسج فقال بلى ينشق عنها


الصفحة التالية
Icon