ج ١٠، ص : ١٧١
سورة النّبإ
مكيّة وهى أربعون اية

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

عَمَّ أصله عن ما يحذف الالف من ما الاستفهامية إذا وقعت بعد حرف الجر نحو لم وفيم وعم ومم تخفيفا لكثرة الاستعمال وفرقا بينهما وبين الموصولة وضم الميم بعن فى الخط لبقائه على حرف واحد بعد الحذف والاستفهام فى كلامه تعالى مستعار عن التفخيم والتهويل فى شان ما وقع فيه الاستفهام فانه تعالى لا يخفى عليه شىء فى الأرض ولا فى السماء يَتَساءَلُونَ ج والضمير لاهل مكة وذلك ان النبي ـ ﷺ ـ لما دعاهم إلى التوحيد وأخبرهم عن البعث بعد الموت وتلا عليهم القرآن جعلوا يتساءلون بينهم فيقولون ماذا جاء بهم محمد ـ ﷺ ـ كذا ذكر البغوي وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الحسن نحوه عن المعنى يتساءلون الرسول ـ ﷺ ـ والمؤمنين عنه استهزاء كقوله يتداعون لهم أى يدعون لهم.
عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ متعلق بيتساءلون المذكور وعلى هذا النبأ متعلق بفعل مضمر يفسره ما بعده أو متعلق بيتساءلون مضمر وهذه الجملة جواب للسوال لفظا بيان لشان المفخم معنى ويحتمل ان يكون عن النبأ العظيم ويحتمل ان يكون هذه الجملة استفهامية بتقدير حرف الاستفهام فتكون تأكيدا للجملة السابقة وتفخيم بعد تفخيم تقديره عم يتساءلون أيتساءلون عن النبأ العظيم ويحتمل ان يكون الاستفهام الثاني للانكار يعنى لا ينبغى السؤال عن النبأ العظيم بل الواجب الايمان به فانه واضح عظيم شانه وشديد وضوحه عن ان يسال والمراد بالنبإ العظيم على قول مجاهد والأكثرين القرآن بدليل قوله تعالى قل هو نبأ عظيم وقال قتادة هو البعث ويحتمل ان يكون خبر بعث النبي صلعم.
الَّذِي الموصول مع صلة صفة للنباء هُمْ الضمير راجع إلى ما رجع إليه المرفوع فى يتساءلون وهم كفار مكة على تقدير كون السؤال استهزاء أو انكار أو على هذا فمعنى قوله فِيهِ مُخْتَلِفُونَ ط ان منهم من يقطع بانكاره ومنهم من يشك ويحتمل ان يكون ضمير يتساءلون راجعا إلى أهل مكة مومنهم وكافرهم أجمعين وعلى هذا فالمعنى


الصفحة التالية
Icon