ج ١٠، ص : ١٧٨
كانت أو صغيرة.
وَكَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً ط عطف على كانوا وهذه الصفة عامة فى جميع أهل الهواء كما ذكرنا فى المرسلات الا ترى إلى الروافض انهم ينكرون مناقب جميع الصحابة ويدعون ارتدادهم أو نفاقهم أجمعين الا ثلثة منهم أو نحو ذلك ويزعمون ان عمر بن الخطاب وغيره من الخلفاء حين مكنهم اللّه تعالى فى الأرض أفسدوا فى الأرض ويزعمون ان الصحابة شر الأمم وأسوأ القرون وقد قال اللّه تعالى كنتم خير أمة وقال اللّه تعالى الذين اخرجوا من ديارهم إلى قوله الذين مكناهم فى الأرض أقاموا الصلاة الآية وقال اللّه تعالى لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ ما فِي قُلُوبِهِمْ وقال السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ الآية إلى غير ذلك من آيات لا تكاد تحصى وكذابا المصدر بمعنى التكذيب مطرد شايع أو بمعنى المكاذبة فانهم كاذبون عند المسلمين والمسلمون كا ذبون عندهم أو المعنى انهم مبالغون فى الكذب مبالغة المبالغين فيه وعلى المعنيين يجوز ان يكون حالا بمعنى كاذبين أو مكاذبين ويجوز ان يكون صفة لمصدر محذوف أى تكذيبا مفرطا كذبه - (مسئلة :) هذه الآية على ما ذكرت من التأويل تدل على عذاب أهل الهواء واما عذاب أهل الكبائر من المؤمنين فاطول مدة مكثهم بقدر الدنيا سبعة آلاف سنة ولا يجرعون الحميم ونحو ذلك أخرج ابن أبى حاتم وابن شاهين عن على بن أبى طالب قال قال رسول اللّه ـ ﷺ ـ ان اصحاب الكبائر من موحدى الأمم كلها الذين ماتوا على الكبائر غير تائبين من دخل منهم جهنم لا يرزق أعينهم ولا تسود وجوههم ولا يقرنون بالشياطين ولا يغلون بالسلاسل ولا يجرعون الحميم ولا يلبسون القطران حرم اللّه أجسادهم على الخلود وصورهم على النار من أجل السجود فمنهم من تأخذه النار إلى قدميه ومنهم من تأخذه النار إلى عقبيه ومنهم من تأخذه النار إلى حنجرة ومنهم من
تأخذه إلى عنقه على قدر ذنوبهم وأعمالهم ومنهم من يمكث فيها سنة ثم يخرج وأطولهم فيها مكثا بقدر الدنيا منذ خلقت إلى ان تفنى الحديث وأخرج الحاكم فى نوادر الأصول عن أبى هريرة نحوه فهم فى الباب الأول من جهنم ولا يضربون بالمقامع ولا يطرحون فى الدرك فمنهم من يمكث فيها ساعة ثم يخرج منها ومنهم من يمكث وفيها يوما ثم يخرج ومنهم من يمكث فيها سنة وأطولهم فيها مكثا منذ خلقت الدنيا إلى يوم فنيت وذلك سبعة آلاف قلت والمراد بالسنة هاهنا السنة الدنيوية حتى يتحقق مساواتهم فيها بمدة الدنيا